المثير للاهتمام أن مصير ضباط المخابرات البريطانية العاملين في الشرق الأوسط كان سيئًا للغاية. كما لو أن الجان قد ضربهم، كما لو أنه تم الدعاء عليهم، مات كل واحد منهم في مكان.

جيرارد إيفلي ليخمان (لهمان): قتل في غارة في قرية الفلوجة، بالقرب من بغداد، على يد مثقفين قوميين عرب لم يتقبلوا الاحتلال البريطاني والغطرسة البريطانية لأنفسهم.

كان له دور مهم في تنشئة جيرترود بيل ولورانس وآرثر إيفانز، وتغطية عمل المخابرات البريطانية تحت التنقيب الأثري.

التقطت بيل آلاف الصور الفوتوغرافية بمظهر متجولة في الأناضول وسوريا والعراق منذ عام 1905. [1] أعدت تقارير مستفيضة عن أسفاره وقدمتها للأشخاص المرتبطين بالاستخبارات. لم تكن تبدو كعنصر مخابرات رسمي، لكنها أرادت أن يُنظر إليها على أنها شخص مغامرة تحب السفر. لقد نجحت.

مات عشيقها دوجتي وايلي في تشاناكالي سد البحر، وتزايد عداءها تجاه الأتراك. تولت منصب في المكتب العربي الذي تأسس بالقاهرة عام 1914

عندما تمت دعوة بيل إلى القاهرة، أمضت الأسبوع الأول مع زميلها الفرنسي جورج بيكو، الذي كان يخطط لمشاركة الأراضي العثمانية مع مارك سايكس.

قررت جيرترود بيل أن إمارة السعودية يجب أن تحكم المملكة العربية. بدأت في التخطيط لزيارتهم.

وصلت بيل إلى المدينة بعد وقت قصير من سقوط بغداد في مارس 1917. أصبحت سكرتيرة للسير بيرسي كوكس، أعلى ضابط بريطاني في الشرق الأوسط. كانت رئيسة تحرير صحيفة تسمى الاستقلال العربي عام 1917.

عندما استقرت جيرترود بيل في بغداد، قادت تحركاتها الإفسادية من هناك. عندما قال لها نقيب بغداد: "أفضل أن يبقى الأتراك هنا ألف مرة بدلاً منك"، تفاجأت. لقدت فهمت أن روح الوحدة عند الشعب لن ينطفئ، لقد تدمرت. عاشت في فيلا على ضفاف نهر دجلة في بغداد حتى عام 1926. وعثر عليها ميتة في منزلها ببغداد في يوليو/ تموز. قالوا إن انتحرت. لم يتم نشر تقرير الطب الشرعي. أي أنها ماتت فطيسة.

وقد تعرض ضابط المخابرات اليهودي آرونسون إلى ضربة الجان. تحطمت طائرته في طريق عودته من محادثات السلام في باريس. هل كان حادث أم اغتيال؟ لم يفهم أحد. وبعد سنوات، زُعم أنها اصطدمت بطائرة أخرى. تمت إقالة مفتش القوات الجوية البريطانية المسؤول عن التحقيق في الحادث. وتمت تسجيل الحادثة في دفتر الأحداث المجهولة. مات دون أن يرى نتيجة عمله الشرير.

مات توماس إدوارد لورانس في حادث دراجة نارية غامض. عمل حتى الموت لكي يتمكن البريطانيون من إقامة النظام الاستعماري في الشرق الأوسط. عاد إلى مسقط رأسه. أصبح في البداية جندي دبابة تحت اسم مستعار تي إي شو، حيث حصل على راتب. انتقل لاحقًا إلى سلاح الجو وتقاعد في عام 1935. مات في حادث دراجة نارية بعد وقت قصير. ولم ترد معلومات عن موته. لا أحد يحترم ذكراه. لأن الرجال النفاقين الزلقين لا يحبهم الحق، لذلك الجمهور لا يحبهم أيضًا.

وليام هنري ايرفين شكسبير: (شكسبير). في نظر العرب، لم يكن غريباً، بل كان صديقاً مثلهم، يرتدي زيهم. بعد لقائه مع ابن سعود، بدأ في دعمه. تفاجأ سعود بأن شكسبير كان يتحدث اللغة العربية جيدًا ويعرف جميع أجزاء الصحراء جيدًا. من أين تعلم هذه المعلومات؟  قطع شكسبير 2500 كيلومتر في صحراء شبه الجزيرة العربية. إن عظمة هذه الحملات سيرًا على الأقدام أو على ظهر الجمال في ذلك الوقت هي مؤشر على إخلاص شكسبير لسياسة الدولة البريطانية. قام بعمل خرائط وتقديرات سكانية خلال رحلاته إلى شبه الجزيرة العربية. مات على يد قوات ابن رشيد إحدى القبائل العربية التابعة للدولة العثمانية.

جيرارد إيفلين ليتشمان؛ عالم الطبيعة في الجمعية الجغرافية الملكية وهو ضابط مخابرات يعمل بشكل منهجي للغاية ويؤسس نظامًا. بعد الهدنة، قاد القوات التي تتقدم شمالًا والتي بذلت جهدًا لاحتلال المزيد من الأراضي العثمانية. جاء إلى بغداد للمرة الثانية في يونيو/ حزيران 1920. تعرض للطعن حتى الموت على يد نجل الشيخ ضاري في 12 أغسطس 1920. بعد وفاة لهمان، الذي كان جيشا مستقلا، قال الكولونيل جي إي تينانت إن هيمنة بريطانيا في المنطقة ستختفي وستضطر إلى الانسحاب في وقت قصير.  وقد حدث كذلك.

بتشجيع من ديفيد جورج هوغارث، مدير متحف أشموليان، عالم آثار ومستشار لوكالة المخابرات البريطانية، نهب علماء الآثار البريطانيون الأناضول والجزيرة العربية في عهد عبد الحميد الثاني. في عهد عبد الحميد، نهب علماء الآثار البريطانيون الأناضول والجزيرة العربية. بدأوا الحفر في كل مكان. تحت قيادة هوجارت، يقوم الفريق البريطاني بالحفر ورسم خرائط لحقول النفط من جهة ومن جهة أخرى مراقبة أعمال السكك الحديدية الألمانية.

كان جون فيلبي عميلاً أرسله مكتب فيبي البريطاني في القاهرة للتعامل مع الاستطلاع، عمل بمنطق البحث والعثور والإخطار. وقد عمل من أجل توفير طاقم إخباري من وراء الخطوط "التركية الألمانية" وإبلاغ المركز بالمعلومات التي جمعها من الأطراف الذين جمعهم.  

عندما سقط الشريف حسين عن أعين المخابرات البريطانية، تقرر تكليف أبنائه بمسؤولية الدول العربية الصغيرة التي سيتم إنشاؤها.

عندما لم تقبل فرنسا فيصل، ابن الحسين، الذي أعلن ملكًا على سوريا في 8 مارس/ آذار 1920 واحتلت دمشق؛ انتهى حكمه بعد 4.5 شهر. بقي فيصل معلقاً. وجد البريطانيون حلاً على الفور وقرروا جعله ملكًا على العراق. تم وضع الخطط لزيارة فيصل إلى العراق. في مؤتمر القاهرة تقرر أنه يجب أن يكون ملكًا وأن هذا التعيين كان من المفترض أن يتم عن طريق التصويت الشعبي وأن يتم إجراء انتخابات لكي يتم كل شيء وفقاً للمنصوص عليه.

فيصل كان المرشح الوحيد في الاستفتاء. صوتوا ليصبح ملكا أم لا. فاز بنسبة 96٪. بالنظر إلى أن أصوات المعارضة من الشيعة والأكراد في الاتجاه السلبي، فمن الواضح أن ستة وتسعين في المائة ملفقة. لقد بذلت جيرترود بيل جهدًا غير عادي لفيصل وتعبت كثيراً. تحدثت بالضبط على النحو التالي: "تم التوقف عن محاولة إنشاء ملك آخر. الأمر متعب جدًا "!

في عام 1921، أصبح فيصل ملكًا على العراق الذي كان في دائرة النفوذ البريطاني. أصبح أخوه الأكبر عبد الله أميرًا من خلال اختراع دولة تسمى "الأردن" والتي لم يكن لها وجود في التاريخ.

نفي شريف حسين، الذي كانت علاقته بإنجلترا سيئة في الحجاز، إلى قبرص عام 1923، وأصبح ابنه الأكبر علي ملك الحجاز.

وبعد ذلك بعام، في عام 1924، تم إحضار السعوديين من الرياض، على بعد ألف كيلومتر من مكة وتم إعلانهم ملوكاً للحجاز في مكة. أرسل علي إلى العراق ليعيش مع أخيه وانتهى حكم الشريف في الحجاز.

حصل العراق على "استقلاله" عن بريطانيا عام 1932. توفي الملك فيصل ملك العراق (1885-1933) بعد ذلك بعام في عام 1933، عن عمر يناهز 48 عامًا، بعد عملية جراحية بسيطة للغاية في سويسرا. لم يسمح تشريح مفصل للجثة، أصبح ابنه الوحيد غازي، البالغ من العمر 21 عامًا، ملكاً.

السياسات البريطانية المطبقة في الشرق الأوسط ، والتي تشتت العرب وفي الوقت نفسه الموالية لإسرائيل، تسببت في ردود فعل بين الجمهور.

مع الوقت، ازداد مؤيدو إنشاء وحدة عربية واتحاد كونفدرالي مع تركيا من خلال التقارب مرة أخرى. ومع تزايد الجهود المبذولة لتوحيد تركيا والعراق، سمح أتاتورك للوفد العراقي بالحضور إلى تركيا للاجتماع.

قُتل رئيس الوزراء حكمت سليمان، الذي كان يؤيد إقامة اتحاد كونفدرالي مع تركيا ورئيس الأركان العامة بكير صدقي باشا ولواء سلاح الجو محمد جواد، في الموصل في 11 أغسطس/ آب 1937، عندما كانوا في طريقهم إلى أنقرة.

استمرت الجهود لتأسيس اتحاد تركي عراقي بعد الحرب العالمية الثانية. أسس عدنان مندريس ورئيس الوزراء العراقي نوري سعيد باشا ميثاق بغداد لتأسيس اتحاد فيدرالي. في الوقت نفسه، واصل نوري سعيد باشا جهوده للاتحاد مع الأردن. لم يتم الترحيب بهذه المحاولات من قبل اللوبي البريطاني الصهيوني. مع انتفاضة في بغداد قتلوا نوري سعيد باشا بتمزيقيه. لقد أعدموا رئيس الوزراء عدنان مندريس، الذي أطاحوا به في انقلاب على النمط البريطاني عام 1960، بلا سبب وظلمًا.