الخميس, 30 تشرين1/أكتوير 2014 00:00

الأمم المتحدة وتركيا

كتبه
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عندما ننظر الى سياسات الأمم المتحدة الى يومنا هذا وبشكل عام نرى على مايبدو أنها تحذو بمعاداة الدول الاسلامية. حتى يومنا هذا لم يتم طرح خطوة سليمة في البلدان الاسلامية.

عندما لم تنجح الجمعية التي أنشأت في عام 1919 تحت اسم عصبة الأمم تم تشكيلها من جديد تحت اسم الأمم المتحدة وذلك بعد الحرب بالعالمية الثانية. الامم المتحدة أنشأت بقصد منع استخدام القوة بين الأمم وتامين النظم الاجتماعية و الرفاه بطرق سلمية. ولكن المرحلة التي مرت و الى يومنا هذا تظهر أنه في الواقع كانت الوظيفة هو حماية مصالح الدول الدائمة العضوية في البلدان الأخرى.

ان الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة هو مجلس الامن. مجلس الامن يتكون من خمسة عشر عضوا, الخمسة عشر عضوا خمسة منهم الاعضاء الدائمين و العشرة أعضاء هم مؤقتين يُنتخبون كل سنتين. الاعضاء الدائمين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا و الصين و انكلترا و فرنسا. عند النظر في السياسات الخارجية فان الدول الخمسة الدائمين المنافسين يقومون بالتصويت بحق النقض على بعضهم البعض من أجل عدم اصتصدار قرار في المجلس. بالتالي فان للدول البقية ليس لديهم وظيفة بالمعنى الحقيقي.

عندما ننظر الى سياسات الأمم المتحدة الى يومنا هذا وبشكل عام نرى على مايبدو أنها تخذو بمعاداة الدول الاسلامية. حتى يومنا هذا لم يتم طرح خطوة سليمة في البلدان الاسلامية. على سبيل المثال على الرغم من رائحة الموت و الدم التي تقوم بها الصين احدى دول الامم المتحدة على المجتمعات المسلمة في حدودها لكن للأسف  لا يوجد هناك اي خطوة بطريقة سلمية. لأن الدولة المعنية بالتطبيق هذا هو الصين الذي هو صاحب حق النقض الفيتو فهي تعرقل مثل هذه الخطوات من البداية.

عند النظر الى الدول التي تعيش فوضى في العالم فانك ستشاهد أن تمامها من الدول الاسلامية. وهذا يدل على أن الامم المتحدة هو اتحاد الدول المسيحية. مثلما حدث في الصين وأيضا في جمهورية افريقيا الوسطى فإن أسس الفوضى الموجودة تقوم بها فرنسا. في مثل هذه الحالات هل من الممكن اتخاذ قرار عقوبة من قبل الامم المتحدة بحق فرنسا ؟

بالمثل كانت هناك حالات مماثلة لدول ظلت تحت الاستعمار الانكليزي. وباسم جلب السلام و الديمقراطية تم احتلال دولة وهي العراق فان هذه الجمعية قامت بتغيير الادراة الموجودة مباشرة حيث تركت ورائها دمار لن تجد فيه الفرصة من اجل ان تحك رأسها من الفوضى .

بالأمس فقط وبفترة قصيرة احتلوا العراق و القيام بالتغيرات التي يريدونها أين هم مجموعة النسور حيث تبقى صامتة في الفوضى التي تحصل اليوم في تركستان الشرقية و سوريا و مصر و اليمن وفي العديد من الجغرافيات الاسلامية. وعلاوة على ذلك ينبغي حل هذه المسائل الداخلية في دولهم وبمافيه الكفاية و تسليط الضوء عليه فهم يتواجدون ضمن عار وخسة.

ان تركيا التي تعي بكل هذه الخطط القذرة فهي نجحت في اعلان عدم قبولها لموقف الصمت التي التزمت به الأمم المتحدة ضد هذه الفوضى الحاصلة في الأممم المتحدة. حتى وأبعد من هذا فهي أعلنت ردها بكل وضوح في اجتماع الجمعية العامة المقام في الولايات المتحدة الامريكية في الشهر الفائت بالقول " العالم أكبر من الخمسة ". بكل وضوح ليس من غير  المألوف و الجريء لتركيا وبخاصة لاعضاء الامم المتحدة و بخاصة اعضاء مجلس الامن وفي عدم انتخاب تركيا لعضوية المجلس للمرة الثانية.

انه بعدم انتخاب تركيا الى عضوية المجلس أرادت الجمعية العامة للامم المتحدة ان تظهر لتركيا بأنه هل رأيتي ردنا. لكن في المرحلة القائمة فان تركيا في السياسية العالمية وخصيصا في عملية و مرحلة الشرق الاوسط أظهرت بان لا غنى عنها. تركيا حتى لو كانت عضو في المجلس ففي التطبيقات التي تبقى بداخلها او التي تجبر في البقاء بها داخل صراع المصالح فانه ليس من الممكن اتخاذ قرارات هو لاتريده في المجلس. اي انه من غير الممكن أمم متحدة من غير تركيا.

الأمم المتحدة رأت حقيقة تركيا وتعرف بأن الدولة العثمانية و هذه الامة التي كان بيدها حكم أوروبا وآسيا و افريقيا فانه لابد لها في يوم من الأيام ومن المطلق الوصول الى القوة من جديد. هدفهم هو تمديد هذه المرحلة قدر الامكان. ان تركيا من خلال تنميتها من الناحية الاقتصادية في الجغرافية الاسلامية و ازالة الخلافة تبين و الواضح لهم بأن لم يتم وصول الذهنية الصهيونية و الصليبية الى هذه الجغرافية.

لهذه الأسباب يريدون اضعاف الاقتصاد التركي داخليا و خارجيا ان تَطلبَ. وبهدف منع وصول الخلافة من جديد بيد الاتراك فهم لهذا يقومون بخلق الفوضى الداخلية في دول الجوار التركي و محاولة احياء ما يسمونه الخلافة. ان انشاء خلافة بتوجيههم خارج الاتراك فهم ينظرون الى هذا و كانه الزبدة التي تكون على أرغفتهم.

الامم المتحدة على وشك ان تفقد تأثيرها. لهذا فان كل حركة تؤدي الى اضعاف تركيا فهي في صالح الامبرياليين. فمن اللازم ومن خلال فراسة المؤمن ينبغي عليه رؤية هذا الوضع. خلاف ذلك في حال تمت خدمة اهداف الامم المتحدة بمعرفة أو بغير معرفة فان هذا لن يؤثر على مسلمي تركيا فقط و إنما على مسلمي العالم.

ان السلام و الرفاهية في الجغرافية الاسلامية و تأمين السلام في العالم سيكون ممكنا فقط بقيام الخلافة بقيادة تركيا. لهذا السبب فان كل مسلم وكل مؤمن و كل جماعة و مؤسسة ينبغي عليها ان تعمل من اجل قيادة تركيا للجغرافية الاسلامية. وتنبغي عدم تجاهل المنافع و المصالح الكلية للاسلام من اجل المصالح الجزئية و الشخصية.

مهما فعل الفاعلون ينبغي البناء في استقامة صدى الاسلام و القدر. في هذه الحالة فان من يتمرد اما يضربه بسندان و يكسره. الخيار لكم....

قراءة 4419 مرات آخر تعديل على الجمعة, 31 تشرين1/أكتوير 2014 21:18
الدخول للتعليق