الخميس, 19 أيلول/سبتمبر 2013 13:12

أيام البوسنة و الهرسك

كتبه
قيم الموضوع
(1 تصويت)
Bosna - Hersek Bosna - Hersek Fiziki Harita

أيام البوسنة و الهرسك

الاثنين في 5 آب / أغسطس 2013

بعد السحور قمت بالتحضيرات اللازمة للذهاب الى سراييفو بشكل غير مباشر الساعة 08.05 من أنقرة الى استنبول و الساعة 10.25 ستقلع بنا الطائرة الى سراييفو. مع زوجتى و ابنتي الصغيرة. تستغرق الطائرة من استنبول الى سراييفو الساعة و النصف. سنقيم في بيت ابنتي الكبيرة في منطقة ايليدزا القريبة من المطار. ابنتي تدرس في جامعة سراييفو الدولية التي انشأتها الجماعة لنشر العلم. وزوجها يدرس في نفس الجامعة و يعمل كدليل سياحي.

الأيام الاخيرة لشهر رمضان. نقلنا أيام الصيام من أنقرة الى سراييفو. أشعر في بعض الأحيان برائحة المكان ولكن الرائحة العائدة لـ سراييفو لم استطيع تحديد هذه الرائحة التي استقبلتني فيها. في المساء و على الإفطار قدم الينا ناجاتي أودج و زوجته. ان ناجاتي أودج بقي 10 سنوات في تركيا. في درس في الثانوية الثانوية الشرعية للامامة و الخطابة في مرسين, وتخرج من كلية أصول الدين من مدينة قونية. يجيد اللغة التركية بشكل جيد. يعمل حاليا كمساعد لمدير مبني الاقامة للذكور في الجامعة. في شهر أيلول كان سيبدأ بمهمة في التنسيق في TIKA في البوسنة و الهرسك ( وزارة التنسيق و التعاون التركية ). في عام 2013 قامت تركيا بتأمين 12 مليون يورو في اطار الدعم التقني و المادي و أعمال البنة التحتية و الترميم. يمكنني أن أقول لكونه السيد ميرزا في المقدمة خصص موارد كبيرة لضروريات الاعمال الترميمية للبوسنيين. على سبيل المثال: تم ترمير الحمامات في مجمع مسجد هونكير بـ 1.5 مليون يورو. وحدثني عن القيام بالابادة الجماعية العرقية في مدينة فوجا ( القوميين ) من قبل العصابات الصربية في عهد الحرب. كان قبل الحرب نسبة المسلميين في المدينة 95% و لكن الآن 95% أصبحوا من الصرب, و القيام ببناء مسجد واحد للمسلمين اللذين بقوا في المنطقة, وبعد 22 عام كانت اقامة أول صلاة في مدينة فوجا, وأعرب لي عن السعادة الكبيرة بسبب تقديم وجبة الافطار من قبل و بواسطة وزارة التنسيق و التعاون التركية.

الثلاثاء 6 آب / أغسطس 2013

 

السبيل في السوق الرئيسية

وكأن سراييفو في وسط وعاء تحيط به الجبال الخضراء من كل أطرافها. المدينة القديمة بنيت طبقا مثل مدينة بورصه على سفح الجبل. هنا السوق الرئيسية في المدينة, السبيل يعني السوق. ان حارس المدينة المعنوي هو علي عزت بيغوفيتش ان زيارة قبر (عليا عزت بيغوفيتش ) وكأن تقول مرحبا لـ البوسنا. ان وجود عائلة شرقية بجوارنا و بسبب أسئلتهم وكانوا سببا بعدم الاحساس المطلوب و حاجزا أمامنا. لذلك نوديت بيني و بين نفسي بزيارة مقام عليا من جديد.

أقمنا صلاة الظهر في جامع الغازي هسروا بيغوفا. يعتبر جامع بيغوفا هو قلب سراييفو. ان الغازي السيد هسروا هو قريب السلطان سليمان القانوني. وهو مؤسس سراييفو. ان جامع الوقف و المجمع للغازي هسروا و السوق المغلق للقماش و المدارس الدينية وسوق موريجا و سوق النحاسيين و أخرها من الدكاكين يشكلون مركز المدينة.

ربما انها أكثر الأيام حرارة في البلقان.... في اليوم القبل الاخير من رمضان. الشوارع تعج بالسياح. أمر فظيع من التعري الحاصل . ان المقاهي و الحانات و الجوامع و السوق الرئيس الرئيسية و كأنها في حالة احتلال....وكأن الاسلام يتيما في بلد الاسلام و حالة اليتامة التي تعيشها المدينة التمست قلبي. ندخل باحة المجمع الموجود مقابل جامع بوغوا. وكان الحائط الداخلي للمجمع حوّل الى لائحة لأسماء الشهداء من الأئمة كقائمة بالاسم و تاريخ الميلاد و تاريخ الوفاة.

نزور موريجا خان التي تقع في مركز ميلادي مسلماني الذي بناه و أنشأه الشخص الحكيم و كبير المفكرين ورجل الدعوى عليا عزت بيغوفيتش عندما كان في سن مبكر.

ونحن في طريق المنزل. سيأتي للافطار ميرزا فوجو و عائلته من سراييفو. السيد ميرزا, كنت محرجا قليلا " كيف سيكون الحال في لو قمنا بالذهاب لصلاة التراويح ؟ " تقول زوجتي مقدمة نحن نريد الذهاب الى التراويح ونرحب بشدة. نذهب بعد صلاة العشاء الى جامع بوجوفا في السوق الرئيسية من جديد. ان صلاة التراويح أصبحت بسرعة و كأنها مطاردة وتحولت زيادة على انها عبادة الى حركة فيزيائية ثقافية, والتي لا تعطي أي طعم معنوي, ان الآيات التي تخرج من فم الامام ليس لها أية غرابة بالنسبة لنا. هناك جماعة كبيرة خرجت من صلاة التراويح بعد أ صلوا 8 ركعات. ان الاناشيد البوسنية و الصلوات التي يقومون بها تأتي بشيء جميل الى الأذن.

بعد صلاة التراويح تابعنا بالذهاب لبيت الزوجين طارق- أزرا لشرب القهوة. ومن المحتمل بعد القهوة التركية نشرب الشاي ذو الاصول. هنا تقريبا الجميع يشرب القهوة. بعد الافطار أول شيء يقومون به هو شرب القهوة. ثم صلاة العشاء بعد شرب القهوة. ان السيدة أرزا تتكلم لغة جدتها التركية ولو كان بصعوبة. السيد ميرزا و بناته, السيد طارق و السيدة أرزا و ابنيهما تكلمنا بحق تركيا في حديقة المنزل. وبالأخص سألو عن أحداث حديقة غيزي. و مهتمين بشكل كبير بتركيا.

 

الأربعاء 7 آب / أغسطس 2013

المقبرة التذكارية أهمجي

في اليوم الاخير لشهر رمضان. خرجنا الى الطريق لزيارة مدن تراونيك و يايشي. كانت المحطة الاولى لنا في قرية أهمجي . في زمن الحرب الكرواتية دمر مسجد قرية أهمجي و أصبح بمستوى الأرض. استشهد في الهجوم الغير الانساني 116 مسلم من 46 عائلة.

سنذهب الى الشمال الغربي من سراييفو. كان الطقس حارا جدا وكانت درجة الحرارة تصل الى 38 . الطرق هنا ذهابا و ايابا. الطرق كما كانت عليه في تركيا سابقا. قرابة الظهيرة نصل تراوينك. ان اللافتات المعلقة في الطرقات فيها عبارات الاحتفال بالعيد: مبارك عليكم عيدكم الشريف. بعد استراحة قصيرة في تراوينك نتابع طريقنا.

الجبال الخضراء و الطرق المتعرجة.... نواجه في طريقنا محطة الطاقة الحرارية. تعمل المحطة بالفحم الذي يستخرج من منطقة قريبة. ان البوسنة التي غنيه بالمياه لذلك يكثر فيها المحطات الهيدروكهربائية. وكان قد حدثني السيد مكيرزا عن تصدير الكهرباء. هنا لا أحد يشرب المياه المعلبة. في المطاعم و المقاهي يقدمون الماء بأباريق. المياه و الكهرباء رخيصة. منتجات اللحوم و البنزين و الديزل بنصف السعر التي تباع في تركيا.... حزننا يزداد. في داخلي رغبة في ايقاف السيارة و تنفس الهواء قليلا. مررنا من يايتشي بطريقنا الى الشلال . ننزل الى قاعدة النهر التي يصب فيه شلال يايتشي. ان الشلال الذي ينهمر من 20 متر وكأنه يأخذ أحزازنا و يذهب. في المناطق المزدحمة يصعب التنفس . نتبلل من التداعيات التي علينا, نرتجف قليلا و نشكر الله, لا نتمكن من شرب الماء الذي هو مثل بياض الثلج.

بعد الشلال اتجهنا الى مركز مدينة يايتشي. الحداثة التي لا يمكن أن تخرب القلعة في وسط المدينة.

ان المخطط الذي لا يلتف حولنا و ذلك بسبب عدم وجود أبنية عالية و متعددة الطوابق. وتقريبا مثل مناطقنا السكنية الصغيرة تشاهد الماء يتدفق من كل طرف.... نحن لا نشعر بالغربة بالعكس نشعر بالحزن الداخلي بسبب الانفصال منذ مئة و خمسين عاما. قمنا بصلاة الظهر في جامع إسما سلطان في يايتشي, نرتاح قليلا في الجامع الهادئ و البارد الذي اطلق اسمه باسم سيدة....

بعد زيارة متحف الاتنوغرافيا في يايتشي و الكنيسة التي تحت الارض توجهنا الى تراونيك العودة و الافطار هناك.

منظر المجمع الديني من كنيسة تراونيك

 يأتي في مقدمة الاماكن التي كنت اتمنى زيارتها في البوسنة هي تراونيك . التي أعطت للامبراطورية العثماني 7 من الصدر الأعظم و10 وزراء. وتراونيك التي تشتهر بمجمعها الديني عند ذهابنا الى ياتيشتي مررنا من داخل تراونيك, والعمارات الهيكيلية التي لم تتضرر, علاوة على ذلك فقد فاجأتني بالمناطق السكنية الصغيرة. هؤلاء الناس الذين خرجوا من هذه المناطقة الصغيرة حكمت و أدارت دولة جيهان.....

صعدنا الى قلعة ترانيك و شاهدنا المدينة من هناك. وصلينا صلاة العصر في المجمع الديني. وكان الموظفين يستقبلوننا بالابتسامة و الوجه الرحب. وكان في وسط المجمع الديني مكان واسع يحضر من أجل صلاة العيد. بعد هذا اليوم الطويل و المتعب و الحار لذلك امتدت قافلتنا الصغيرة, وفي المطعم الصغير و الطوابير الطويلة جسلنا في الطابق العلوي و بدأنا نعد دقائق أذان الإفطار. . لأن المساجد تغلق مباشرة بعد الافطار نرجع الى المجمع الديني لأداء صلاة العشاء. نقوم بشرب القهوة في المقهى التابع للمجمع. أمام المجمع تماما الماء يتدفق بكثرة. نحن قريبون جدا من مصدر و نبع الماء. المياه الزرقاء. المتداول عندنا لفظا الماء الاخضر. منبع النهر يبعد حوالي 100 متر للأعلى. الذي ينبع من أسفل الجبل وبصوته الجميل و لونه الابيض و رغوته.....

 الخميس 8 آب / أغسطس 2013

في صباح يوم عيد الفطر. وصلاة العيد, الاستماع الى الوعظ باللغة البوسنية بالجامع المقام بعد الحرب بدعم من وقف يوسف اسلام في المنطقة , نصلي صلاة العيد, و نقوم بالتكبير. ان المسجد و الساحة التابعة لها تفيض بالناس المصليين.

سنقوم بزيارة السيدة الحاجة نعمة. السيدة نعمة رغم انها تجاوزت 90 عاما الا أنها تبدو نشيطة و قوية. هي من أتراك مقدونيا, هي ابنة صادق باشا الذي كان في نفس المرحلة الاكاديمية لمصطفى كمال و فوزي جكماق.... فهي تهتم بالمقدمة بتركيا التي تعتبرها مقدمة العالم الاسلامي. وهي حزية للوضع الذي اصبحت فيه سوريا. عند تناول الطعام, فهي تقول بأنها تخجل من نفسها عندما تفكر بالجوعى و العطشى السوريين . فهم عاشو في قبو لمدة 4 سنوات في حرب البوسنة , وفيها كان لا يجدون الماء و الطعام, تقول بأن الأمهات التي تلدن الاولاد ليس بامكانها أن ترضع طفلها ولعدم القدرة على شراء الحليب.

كانت تحدثنا أن أبيها, قمنا بمشاهدة صورتين مصفرتين. أقول لها هل والدك العقيد صادق صبري. تقول ليس صبري. تقول لنا بأنه قطع عن الراتب التقاعدي لمعارضته لمصطفى كمال. أقول لها هل بعد قيام الجمهورية اضطر للذهاب الى مصر , تقول نعم. هناك سيدة تقول بانها زوجة ابنه. وتقدم لنا الحلوى و العصير. بعد قليل أتى حفيد أخاها الاكبر لـ ميرزا . تقوم بالتبادل في مباركات العيد. استأذن الحفيد للمغادرة وقال بأنه ينوي زيارة ميرزا. نقول بأنه يجب على تركيا ان تكون بدقة كبيرة من الاحداث التي أصابت مصر و سورية, تقوم بتوديعنا بالدعاء.

هناك تقليد لم نكن من المؤلوفين عليه. اذا كان في البيت رجل يأخذ طفله ويذهب لمعايدة العائلة. وسيدة المنزل تبقى في المنزل. تقوم باستقبال الزوار من أجل العيد, وتقوم باكرامهم. النساء في اليوم الاخير من العيد مساء يجتمعون في بيت أكبر نساء العائلة للمعايدة.

نذهب لزيارة مزرعة ميرزا- خديجة في فوجو. ان السيد ميرزا و زوجته السيدة خديجة اتوا الى تركيا زمن الحرب البوسنية. درس الهندسة الميكانيكية في جامعة الشرق الأوسط التقنية , وتخرج منها بدرجة. لغته التركية جيدة. السيدة خديجة داومت لعام كامل لدورة باللغة التركية. تم توجيهها الى كلية طب الأسنان في هاجي تابه. بما ان لغة التدريس في الكلية هي التركية قررت ان تدرس في البوسنة. انها واحد من بين 5 أطباء أسنان اختصاص تقويم أسنان في سراييفو. على الرغم من انهم أولاد عائلة غنية وبسبب الدمار الذي أحدثه الحرب جاؤوا الى تركيا في حالة انعدام بعض الامور.

مثلما قالت فان السيد ميرزا و ابنه عمر ذهبا من أجل المعايدة. فقد استقبلنا رجل مسن في حديقة منزله الواسعة. تعرفنا عليه بأنه والد السيدة خديجة وهو طبيب أسنان متقاعد. حيث كان بروفسور في الكلية. حيث ان السيدة خديجة و بناتها يقومون بالخدمة. نقوم بالمعايدة. تتواجد بنتهم الكبيرة بالترحيب و الاكرام. ان حفيدة السيدة نعمة تقوم بالاتصال بالسيدة أرزا من اجل الزيارة.

كما كان متوقع زوج السيدة أرزا و أولادها الثلاثة ليسوا بالمنزل . تقوم السيدة أرزا باستضافتنا بشعور عميق من المودة. نتفق فيما بيننا كونها تتكلم قليلا اللغة التركية. ان السيدة أرزا مهندسة لكن لا تعمل , متدينة وسيدة محترمة جدا, انها انسانة ذو شخصية ومن البارزات.

أحدث السيدة أرزا عن استغرابي من عادات المعايدة. فانها تشعر بالحرج قليلا, وتقول هذه هي التقاليد عندنا. تقول بان كل الآباء و الرجال في عائلتي و عائلة زوجي يذهبون للمعايدة.

 الجمعة 9 آب / أغسطس 2013

جسر موستار

 اليوم الثاني من العيد. سنذهب الى موستار. كان علينا أن نذهب في وقت متأخر قليلا. صلينا صلاة الجمعة في مدينة كونجج على طرف الطريق. و الجسر الذي يمر فوق النهر في تلك المدينة يذكرنا بجسر موستار.

اعتبارا من كونجج النهر الفرعي نيراتوا ( وهي بمعنى ليست زرقاء و لا خضراء ) فهي اطلالة رائعة, الغطاء الأخضر للجبال, و السدود المبنية على الانهار نرافق و نتجه الى طريق موستار. هناك تأثير للحرارة و الرطوبة. يشبه الى حد ما مناخ البحر الابيض المتوسط.

بعد المرور من موستار نقوم بزيارة قرية بيجيتلي العثمانية التي هي قريبة من الحدود الكرواتية. نصعد الى جامع الحاج عليا المعروف و المصّمم من قبل المعماري خير الدين الذي كان تلميذ المعماري سنان في عام 1563. الجامع مغلق. نقوم بصلاة ركعتين في الباحة الخارجية للمجامع. الجامع الذي دمروه الكروات بسبب القصف. جامع الحاج عليا, الذي بني مرة أخرى هو و مجمع ابراهيم باشا الناصح .

ان القلعة المبنية على ضفاف نهر نيريتوا في قرية بيجيتلي و التي تم ضمه الى لائحة التراث الثقافي العالمي من قبل اليونسكو والتي تعود الى القرن 14 والتي سيطر عليها الاتراك في عام 1471 .

برج الساعة , وهناك هيكل آخر مهم بني في القرن 16 – 17 .

عندما طلب الكروات اتفاقية دفع جزية للعثمانيين و عدم فتح أراضيهم, بنيت هذه القرية في زمن كان فيه الجيش العثماني يتدفق و يقوم بالراحة و التغيير فيه. القلعة و برج المراقبة و الجامع و الحمامات و سوقها و أخيرا ظهرت قرية مننا في الوسط. هناك من لايزال يعيش فيها الى الآن. ولديه مطبخ و مطعم للمأكولات التركية.

تكية بلاكاج

بما ان رحاتنا بدأت من الجنوب الغربي نعود الى موسترا بما انه بدئنا بها. ومن دون الدخول في المدينة, نتجه شرقا. الهدف تكية بلاكاج . انها مدينة على الاتجاه الجنوب الشرقي تبعد عن موستر قرابة 20 كيلو متر. التكية أنشات أسفل صخرة مذهلة لهذا يظهر النهر كانه على السطح. هذا النهر بعد التدفق غربا حوالي تسعة كيلو مترات يتحد مع نهر نيراتوا. نذهب الى تكية بلاكاج التي أصبحت معلما أثريا في اقرب وقت. عند الدخول الى الغرفة التي تطل على اكبر ثاني مصدر مياه في أوروبا التقينا بمجموعة كبيرة من البوسنيين, دخلوا الى الغرفة الثانية من خلال مرورهم بيننا بأجسادهم الضخمة. ان الغرف التي فتحت أبوابها و ساحاتها ملئت بهذه المجموعة. ووقفوا للصلاة. و انحصرنا في الغرفة التي دخلنا فيها . بدؤا بالذكر جهرا بعد ركعتين من الصلاة. وكان المرددين اصواتهم عالية. الموسيقى, وكان في المكان انسجام داخلي. وبما ننظر الى منبع النهر بعد الجبال سمعنا الذكر في الغرفة التي أغلقنا أبوابها. كانوا حوالي 50 شخصا. الأرضية الخشبية التي بدأت تصدر أصواتا, وصلينا صلاة العصر في الغرفة التي كان السقف خليط من الاخشاب و المعادن القديمة جدا و المزينة. و يقال ان بأن صاري سالتول مدفون هنا. والذي يروى عنه انه لأجل صاري سالتوك نام في سبعة اماكن تشابه هنا..... من المرجح أن يصبح مقاما.....

دخلنا موستار قبل حلول الظلام. موستار وهي أكبر مدينة في الهرسك وهي عاصمة بيراتوا كانتون الموجة في الهرسك و المرتبطة باتحاد البوسنة- الهرسك. تعداد سكان المدينة 105.000 نسمة. والتي تضررت بشكل كبير خلال الحرب الاهلية. شاهدنا جسر موستار في نهاية فناء جامع كوسكي محمد باشا. والذي بني على نهر نيريتوا في عام 1566 من قبل المهندس المعماري خير الدين الذي هو تلميذ المهندس المعماري سنان, وهو على علو 24 متر عن النهر و بطول 30 متر, وبعرض 4 أمتار و استخدم فيه 456 قالب من الاحجار لبناء جسر موستار. الجسر بعد إنشائه سمي باسم المدينة القريبة منه, وقد لعب دور في احياء التجارة في المدينة. كان أول هجوم على جسر موستار في الحرب الأهلية من قبل الصرب البوسنيين عام 1992 . وفي عام 1993 بدأ الكروات بجهوم أكبر على الجسر وقاموا بأضرار أكبر. وفي نهاية شهر تشرين الثاني دمر الجسر بالكامل, الحجارة العملاقة, والتي دفنت في مياه نهر نيروتوا.... بدأ العمل لإعادة إعمار جسر موستار كما كان في عام 1997 بدعم من البنك الدولي و اليونيسكو. تعهدت شركة تركية التي تسمى ER-BU ببناء الجسر. تم اخراج حجارة الجسر الأصلية من مجرى النهر من خلال الرافعات و غواصي الجيش المجري. حتى تم جلب أجحار جديدة من المقالع التي في الجوار لإنشاء الجسر. الشركة التي بقيت وفية لعودها في النموذج الأصلي , و التي عززت أساسات الجسر. بدأ العمل في قوس الجسر في حزيران عام 2002 . تم وضع حجر الأساس في مكانه في آب 2003 . بعد الانتهاء من جسر موستار تمت مراسم الافتتاح في 23 تموز من عام 2004 من قبل ولي العهد البريطاني الامير تشارلز وبوجود و حضور عدد كبير من ممثلي الدول من بينهم تركيا. يعيش الكروات في غرب النهر و المسلمون في شرقها. والصرب الذين غادروا المدينة أثناء الحرب الاهلية لم يعودو مرة ثانية.

فيما نتجول بين محلات الهدايا التذكارية وصلنا الى المنطقة التي يقطنها البوسنة في الجسر, وصلنا الى محل و داكان شاهدنا الفيلم الذي يوضح كيف قصف جسر موستار من قبل الكورات من دون رحمة . ولا تزال في الجانب الآخر من الجسر منطقة يعيش فيها البوسنة. ويعيش في المناطق الاخرى الكروات. ان الكروات أقاموا صليب ضخم على قمة الجبل و يمكنكم مشاهدته. و تلفت الانتباه الأبراج العالية الغير عادية التي أقامها الكروات في كنائسهم في الاحياء. قام الكروات بارسال رسالة الى عليا عزت بيغوفيتش تقول وضعنا صليبنا في قمة الجبل. وصليبنا أعلى شيء, وقالوا كلما وقف هناك سيصيبه مرض الدوالي. وكان الرد من عليا على الشكل التالي: " ضعوا صليبكم في المكان اللذي ترغبونه, ولكن هلالنا في كل وقت فوقكم, في السماء ".....

الأحد 11 آب / أغسطس 2013

في الحقيقة اليوم سنتجول في سراييفو البوسنة.

نسير الى مرافق منتجعات التزلج في جبل اغمان ضمن الجبال في الهذه الغابات الخضراء. نقوم بالاستراحة في الفندق المسلم الوحيد في المنطقة. على الرغم من أننا في فصل الصيف و لكن هناك العديد من الزوار. نترك اغمان ورائنا , نذهب الى المنطقة التي تسمى عند البوسنة نفق الحياة و كانت الحرب بدأت في نيسان عام 1992, حتى كانون الال من عام 1995. ان الجيش الصربي وضع في كل الجبال التي تحيط سراييفو البوسنة بمدافع الهاون – المدفعية – الدبابات ( الجيش اليوغسلافي السابق ) وكان الهدف منهم هو القضاء و انهاء البوسنة بالكامل, حتى اللذين بقوا على قيد الحياة هنا كانت أوضاعهم صعبة. خارج الأسلحة الثقيلة و منطقة المطار كانت هناك نقاط سيطرة للقناصين ضد المناطق السكنية. بعد السيطرة على المطار من قبل الأمم المتحدة لم تتمكن من اكمال الدائرة. وتوفير الدعم اللوجستي لدخول و خروج المقاتلين البوسنيين اللذين هم من خارج سراييفو, وكان من غير الممكن الحماية بالنسبة لذهاب و اياب المسؤولين البوسنيين و الهيئات خارج البلد, تم اعطاء القرار بحفر خندق من منطقة الليجا في منطقة المطار وتم البدء من أسفل بيت في مزرعة لزوجين ومروررا من أسفل المطار حتى مالمنطقة التي لم تكتمل الدائرة فيها في الشمال الشرقي. قد طلبوا الإذن من الزوجين صاحبي المزرعة. وتم اعطاء الاذن من قبل الزوجين المسنيين من دون أي تردد. وقد تم انشاء نفق الحياة بطول 800 متر, وبارتفاع 1.60 متر ( قسم صغير ) و تحول المنزل الذي فيه الى متحف. وقد أعطوا الزوجين المسنيين صاحبي المزرعة منزل في منطقة اليجا....

 

البيت المتحف الذي يقع فوق نفق الحياة

مدخل نفق الحياة

ننزل الى الطابق السفلي من المنزل. ونشاهد الصور التي تم تصوريها في فترة الحرب. والألبسة التي لبسها عليا, والكرسي الحديد الذي جلس عليه أثناء مروره بالنفق يعطينا الحماس. مازالت علامات الرصاص واضحة حاليا على المنزل الذي أصبح متحف. وكيف تمت محاصرة سراييفو, واللوحات و الرسومات تشرح و توضح كيفية المواجهه التي حصلت وكانت مواجهه موت أو حياة. ان أعضاء الحضارة الغربية المنافقين و الفاسدين كان القلب يتقطر دما من فظائح الصرب ضد المسلمين البوسنة, و أصبحت هذه الحافظة و الافكار التي حصلت لا يمكن ازالتها و نسيانها و محيها ثم سلكنا طريقنا من نفق الحياة باتجاه السوق الرئيسية. على الرغم من مرور 18 عاما على الحرب لا زالت علامات و آثار الرصاص واضحة على المباني , وهناك قذائف الدبابات الواضحة في المباني العالية و المنهارة التي توضح الهمجية و الوحشية البربرية الصربية الغربية, ونحس بالضراوة الحاصلة. أول محطة لنا في وسط المدينة كان مزار و قبر عليا. لماذا أقول عليا. لأن جميع البوسنيين من عمر السابعة الى السبعين يقولون هذا. لأنه أدرك معنى الانسانية و معنى الخدمة وكان على المرء أن يفهم التواضع... وكانت الشاهدة في القبر لها دلالات كبيرة فبدل من أن يكتب رئيس الجمهورية كتب عليها عبدالله.

الله عزوجّل    VELIKIM BOGOM               

أقسم          SE KUNEMO                                   

العبد          DA ROBOVI                    

لن نصبح    BITI NECEMO                   

الانسان الحكيم , يفكر بالأشياء الكبيرة, عيون رجل الدعوى عليا عزت ميغوفيتش, يكون منارة و ضوء لكل البشر صاحب الوجدان و العقل عندما يتوقف العالم ..... هذه باقة منهم :

لعدة قرون و لحدود كبيرة, واللذين يعيشون في نقاط التقاطع في العالم, وفي الوقت نفسه الشعور بالانتماء الى الطرفين, غربيين في العقل و التفكير, الروح و العواطف شرقية و أنا واحد من الشعب المولود في الشرق. وبالتالي فان اعتقادي هو, الخدمة للاسلام و المسلمين وفي نفس الوقت, و أيضا اتواجد في خدمة كل الناس الرصينين .

أنا من الرؤساء العاديين : فقط أنا انسان عادي وأنا لست " زعيما " .....

ان ما كانوا يفكرون به ليس احتلال مثل باقي الاحتلالات. انها كانت محاولة للقضاء على شعب و على بلد بحيث لا يكون لها وجود بعد الآن...

حيث أنه تم انتهاك كل الاعراف المتبعة في التعامل في حالات الحرب من قبلهم, وليس من قبلنا نحن . هذا كان مفاجأة أخرى لأوروبا . حيث كانت أوروبا تفكر بأن البوسننين هم ربما من يقومون بتدمير الاماكن المقدسة و الجسور و المعالم الثقافية , و قتل الاولاد و النساء, لماذا؟ لأن كتبهم تكتب و تحدثهم هكذا, هذا كان ما ينشر لعدة قرون في مخيلتهم. وفي عيونهم نحن مثل أجدادنا الشرقيين, كنوع آسيوي و كأننا بشر ولكن شبه متوحش. حسنا حتى لوكنا هكذا ماذا سيتغير؟ ان الشعوب ذات الجذور الاوروبية حين كانت تنتظر التصرف بطريقة حضارية , قتلت الضعفاء اللذين لا يملكون ما يدافعون به عن انفسهم, دمرت المساجد و الجسور. نحن لم نفعل هكذا.....

في الأصل ان تدمير أي مكان مقدس بالنسبة لنا فهذا ممنوع بكل صراحة. على الرغم من حكم الاتراك لأربعة قرون للصرب , من خلال هذا الحظر و المنع, لازال ديجاني و كراجانيجا و سبوجاني في مكانهم. الاتراك لم يدمروا هذه الاماكن. لأن الكتاب الذي نؤمن به يرفض مثل هذا الخراب و الدمار.....

نريد دولتنا لأن الأمة التي بلا دولة مثل العائلة التي بلا بيت. الله حرم الانتساب الى شعب ليس لديهم دولة.....

ان جميع الحقائق العظيمة و البسيطة هي معقولة من أجل كل الناس. فهم لا يحتاجون الى تدريب عالي و قراءة كثيرة لفهم هذه الحقائق. يكفي فقط ذهن صحيح و قلب نظيف.....

لو كنا نصرفنا بمنطقية و عقلانية, كان يجب علينا الاستلام في نهاية نيسان عام 1992 أو في بداية آذار . كان منطق العالم كله ضدنا. و الآن نحن أُناس " غير منطقيين ". لا نكلك الطعام و لا الذخيرة. لكن مع كل ذلك سنقاتل و ننتصر. هذا كل شيء. شعبنا طيب و شجاع .....

وبالنهاية, عند ضرورة الدفاع و المواجهه, لكن هذه الاحداث لا يمكن لانسان أن يتحملها. والناس لا يمكنهم الحكم على التاريخ. فان الله هو الذي يحكم على التاريخ ومايقوله الله هو الذي سيحدث. الكاتب الروسي العظيم تلستوي, كتب ألفين صفحة لاثبات هذا الكلام. الناس غير قادرين على توجيه التاريخ. لا يمكنكم القيام بهذا و لا حتى نابليون, وقادة مغرورين مثل اسكندر. فقط الله يمكنه القيام بهذا. هذا هو الحال. مايجب علينا فعله, الدفاع في أفضل حالة و شكل ممكن, ووضع أفضل تنظيم لعملنا و معرفتنا و قدرتنا في هذا الوسط.....

الفلسطسنيين في القدس, وفي قدس أوروبا البوسنة فيه البوشناق, وهم بانتظار أحفاد العثمانيين.....

3 أيلول 2013- أنقرة

 

 

 

قراءة 3970 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 09:11
الدخول للتعليق