علم النفس الاجتماعي كونه أحد العلوم
ان من اهم الكّتاب في هذا المجال هم الامريكيان ديفيد كريش وريتشارد س كراتشفيلد, سيكون من الأفضل فهم السلوك البشري من خلال علم النفس الاجتماعي و المقصد الرئيسي منه وهدفه الحقيقي لجذب الانتباه هو التنبؤ بالسلوك المستقبلي, ويمكن القول انه " السيطرة و التحكم بسلمية في المشاعر الاجتماعية ". الامثلة من السيطرة على العواطف و المشاعر هو"الذبوب و الجنايات و الأحكام المسبقة العرقية. الكتاب على الرغم من تقديم البشر للسلام و بشكل عام, ان الاداريين اللذين لا يعرفون علم النفس الاجتماعي يُعرفون من وجوههم بعدم استطاعتهم بتحقيق المطلوب. 1
" السلام " مهما كان مهما, من الواضح بأن كا طرف يسعى الى السلام ولكن وفق الشروط التي يراها مناسبة. لذلك وبالأخص ينبغي التدقيق على " السيطرة على العواطف و المشاعر الاجتماعية ".
ان من ولد ونشأ في الولايات المتحدة الامريكية و انكلترا اللتان متقدمتان في مجال علم النفس الاجتماعي بالاضافة الى الفهم الجيد للحاضر و الماضي يمكنهم التنبؤ بأحداث المستقبل وبنسبة بخطأ 11% في التخمين. هذا يعتبر نجاح كبير في المجال العلمي.2 ولكن الهدف الرئيسي هو التنبؤ بأبعد بكثير من التخمين. ان ما أشار اليه الكتاب الامريكيون كانوا يفكرون في التوجيه أيضا في " التحكم و السيطرة بالمشاعر الاجتماعية ". في هذه الحالة ما سيحدث في دراسات علم النفس الاجتماعي غدا سيكون من الممكن القدرة على التأثير في نفس المعدل. عند النظر من ناحية التصنيف الاجتماعي القائم في العراق والكلام العلمي فان توجيه لمشاعر الاجتماعية للولايات المتحدة الامريكية و التي لها تقدم كبير, من المفهوم انها لم تعمل في توجه السلام.
المشاعر الاجتماعية في العراق و سوريا
" الأخوة الأعداء " هم العراق وسوريا, والتي بقيت تحت الاحتلال الانكليزي و الفرنسي لفترة طويلة بعد احتلالها لأراضي الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى وبعد أن حصلوا على استقلالهم كانت تدار و توجه الحكومات من قبل من تم تعيينهم من قبلهم.
لم تصل نوعا الى الاستقرار السياسي بسبب الاحتلالات التي أتوا عليها واحد تلو الآخر, ومنذ عام 1963 ولحد الآن كانوا في ظل حكم و ادارة حزب البعث العربي القومي الشمولي المدقع. وبهذا الصدد فان كل المسلمين بما في ذلك العرب كانوا تحت الضغوط في العقيدة و على رأسهم التركمان و الاكراد خارج العرب من ناحية الهوية العرقية. ففي هذه الحالة كانت عندما قامت الحرب العراقية الايرانية, هذا أدى الى تعزيز الخلافات الطائفية و المذهبية في العراق.
قبل بدأ هذه الحرب لعامين وخاصة في عهد الادميرال تورنير رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكي, صرح بأن وكالة الاستخبارات الامريكية تحاول توجيه الاحداث في العراق. تورنير في هذا التصريح قال ان وكالة الاستخبارات الأمريكية ومنذ عام 1940 كانت غير راضية بأخذ معلومات استخباراتية فقط من الدول الأخرى, فقد بين بأنهم مشغولون بادارة و توجيه الاحداث الداخلية لتلك البلدان. وكانت كوبا في ذلك التاريخ من الدول " الأخرى ", وقد أحصى في كلامه فيتنام و انغولا و العراق.
ان اعوام 1940 التي أشار اليها تورنير هي كانت الاعوام التي دعمت الحركة الانفصالية في العراق التي كانت مدعومة من الاتحاد السوفيتي لـ الملا مصطفى البرزاني والد الزعيم الكردي الحالي مسعود برزاني. ذلك الوضع بعد ذلك دخلت في الطريق المؤيد للولايات المتحدة الأمريكية. بعد تصريح تورنير بعامين بدأت الحرب العراقية الايرانية (1980-1988).
ان العراق كان على يقين بفقد المصادقية من العالم العربي وأيضا الغربي بسبب ثورة الخميني في ايران, ان الدول العربي و الغربية باظهارهم ضرورة المسائل القديمة لبدأ هذه الحرب, دعموا العراق في المؤتمرات السياسية. في هذا الوقت اعتبر التهديد الداخلي المحتمل من قبل رئيس الدولة صدام الذي يعتبر من العائلات السنية , ومقابل هذا الشيعة اللذين يشكلون الاغلبية من عدد سكان العراق فهم لم يقومو بأحداث لكن لم يبرروا لما يحدث من قبل الحكومة فقط. بعد هذه الحرب التي لم يكن غالب فيها ترفع العراق في موقع الزعيم للقوميين العرب و الدول العربية.4
ان العراق بعد سنتين من الانتهاء من هذه الحرب, وبغمض العين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قاموا أولا باحتلال الكويت ومن ثم بعد ذلك قاموا بضمها ( 1990 – 1991 ).5 وهذا ماسبب الكراهية من قبل الدول العربية الأخرى للحكومة العراقية " القومجيين العرب ". وعند اعطاء الأمم المتحدة قرار ضد العراق قام التدخل العسكري وذلك " لانقاذ الكويتيين " من قبل قوات التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية. وكان من بين قوات التحالف بعض الدول العربية. ومع هزيمة العراق بفترة قصيرة بدأت أعمال العصيان للمجموعات و الكتل الشعبية التي كانت تحت الضغوط منذ قبل ولحد الآن. وبدأ الرد بقوة لقمع التمردات و العصيان وفي عام 2003 قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية أعطتت الفرصة لدخول العراق الذي كان في وضع متعب – مستنفذ باسم " انقاذ العراقيين ".
التوجه الى التقسيم من خلال العلم النفسي الاجتماعي
ان المقصد المعلن عند دخول العراق كان جلب الديمقراطية الى البلاد وتدمير أسلحة الدمار الشامل و التخلص منها. وبعد ذلك ظهر على الساحة بأنه لا يوجد أسلحة دمار شامل. ومن خلال التصنيف من أجل قيام الديمقراطية فكان بعيد كل البعد عن ذلك القصد. لأن ذلك التصنيف كان على أساس عرقي و مذهبي, لم يكن هناك في الديمقراطيات الغربية وبما فيها الولايات المتحدة الأمريكية شيء من اجل الاستقراربل كانت لترسيخ الانقسامات الحاصلة.
ان غرس فوضى الأسس القانونية تمت في عام الاحتلال مباشرة, من قبل اللجنة التي تم انشاؤها " الخطوة الاولى للانتقال الى الديمقراطية ", وتم انشاء ممثلي الشيعة و السنة و الاكراد. النقطة التي تثير الانتباه هنا هو عدم وجود أي ممثل للتركمان في هذا التشكيل. بعد ذلك تم تشكيل " مجلس الحكم الانتقالي " من 25 شخص كالآتي 13 شيعي, 5 سني, 5 كردي, 1 تركماني, 1 مسيحي.
ان الاعتراضات التي أتت من داخل العراق وخارجه على هذا التصنيف, من خلال ممثلي المجموعات العرقية المذكورة. ينبغي الاعتراض بالأخص على هياكل المجلس و اللجان, لأن هذه الهياكل كانت بمثابة انقلاب على الهوية " العراقية ", والذي كان تعداد سكانه بكامله تماما من هويته " المسلمة " قسم حسب المذاهب. وان الجانب الأكثر اثارة للاهتمام وبخاصة هو نهج تقسيم العرب اللذين هم الكتلة الأكبر المشكلة لعدد سكان الدولة. الأكراد و التركمان بما انهم من المجموعات الاجتماعية لم يكن يذكر على الاطلاق الهوية العربية, كانوا يستخدمون بدلا عنه الهوية المذهبية. وان التركمان و الأكراد هم مثل العرب فقسم منهم شيعة و قسم سني. فمبوجب هذا التصنيف إما يقال عرب, كرد, تركمان أو شيعي و سني. لكن في هذه الحالة لا يمكن أن يتحقق الاستقرار الكامل.
الاستقرار الحقيقي مثلما حدث في التشكيل الاولي للبرلمان التركي, تحقق التمثيل وفقا للمحافظات. وحتى الغرب يمارس هذا الشكل في التمثيل, طبعا وفقا لخصائص كل محافظة عرقية بحيث تحتوي على كل المذاهب و الاعمال المختلفة الموجودة. لكن كل وكيل عندما يكون الممثل مكلفا على كل منطقته سيكون على معرفة كاملة بوظيفة الدفاع عن قوانين و حقوق فئات المواطنين المختلفة وبالتالي ستكون أرضية اجتماعية مساعدة لتشكلات الصناديق و الغرف المهنية و أيضا الاحزاب السياسية حسب المهن المختلفة و التوجه. كاتب هذه السطور قال و أفاد بشكل كتابي بنفس تلك الأيام عن هذه الاعتراضات المبينة.6
القيام بهذا الشكل يكون قد انجبت في النهاية فعاليات مستندة على الهوية العرقية و / أو المذاهب الحزبية التي تأخذ مكان في السياسة العراقية. في الواقع في العراق 29 حزب سياسي, تعرف من خلال الهوية التالية :9 منهم شيعية, 6 سنية, 9 كردية, 3 تركمانية, 1 آشورية, 1 كلدانية – سريانية – آشورية.7
مثلما نشاهد فإن الأحزاب السياسية المنشأة ليست للوحدة بل هي مائلة و عرضة للانقسام في أسس البنية الاجتماعية. في الديمقراطية ترجح على فكرة واحدة في الاحزاب و الأسس الفكرية وهي ترك الأفراد على الارادة الحرة: وعند ترجيح أحد الاحزاب على أسس العرق / العقيدة في العراق وكأنه يسجن الفرد في هذه الافكار منذ يولد . وبالتالي هذا ضد توقعات الوحدة-الكلية ويتبغي تعزيز فكرة " الطريق الواحد الغير قابل للتقسيم ".
التوجه للعنف مع علم النفس الاجتماعي
الشعب الغربي الذي قطع باع طويلا في هذا المجال, كان أغلب شعب الشرق الأوسط في يومنا يقع تحت عنف و ضغط دولهم. وكان اللذين أتوا الى العراق على أنهم " المنقذون " وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية و العسكريين الغربيين قاموا بتطبيق الشدة و العنف على الشعب المدني من عام 2003 وحتى 2011, والقيام بالتعذيب في سجون مثل غوانتانامو و أبو غريب, فانه الادارة الأكثر حداثة لشعب البلد مشابه الدكتاتور عندهم, حيث تم حقنه بقناعة الشدة و العنف. وبالتالي تم تعزيز القناعة بأنه " الطريق الواحد هو العنف و الشدة " من أجل الوصول الى المطلوب و المقصد.
في الوقت نفسه لم يكن يعرف من الذي يدير الأماكن المقدسة السنية و الشيعية وبتطبيق العنف و الشدة فإن معظم الهجمات الدامية كانت تترك غضبا عميقا. على الرغم من الحد من ظهور الصراعات الكبرى بجهود زعماء الزعماء الدينيين من الطرفين فلا يمكن إنكار التأثير السلبي للحالة النفسية للأشخاص و التكتلات من تلك الهجمات.
وفقا لتقرير علم النفس الاجتماعي في حال عيش الانسان في بيئة سليمة ومشاهدته باستمرار لأفلام الرعب و العنف, في النهاية يكون شخصيا عرضة و ميال للعنف " النمذجة, التعلم الغير مباشر ".8
الاستماع الى ذكريات العنف و الشدة التي تنتقل من جيل الى جيل وبالأخص اللين يعيشون في بيئة فيها من العنف و الشدة, وبالتالي فان الناس اللين يتحدثون عن الشدة و العنف في كل جلساتهم, انها ليست علمية بالكاد التوقع ان يكون في علم النفس مسالم. مثل بدايات في سورية " الأخ العدو ", نشاهد الصراع المستمر من خلال أسس العقيدة و العرق المتفرقة, وهناك زيادة في التأثير السلبي.
في سوريا نفس التركيبة السكانية ولكن هي عكس العراق فالأغلبية هي من السنة, ولكن يتواجد في الحكم بشار الأسد الذي تنتمي العائلة لجذور من الأقلية الشيعية. بما أن الصراع متواصل الآن فان من الصعب اعطاء حكم لما يجري , لكن النتيجة التي لا مفر منها تكون في نهاية المطاف بفرض حل بقرار من الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بتشكبل دولي بشكل مسلح أو غير مسلح.
النتيجة
حتى لو تم الأمر بطريق الديمقراطية فانه الخطر يقع على الجميع من خلال التجمع وراء افكر عقائدية و عرقية. في هذا الصدد فانه من المحتمل أن يتم تشكيل سوريا مثل العراق لذلك ينبغي تشكيل نظام ديمقراطي يوفر المسؤوليات و حق الدفاع للحقوق لكل طرف من قبل النائب و الممثل في البرلمان.
ان كلا الدولتين الغالبية العظمى من المواطنين من المسلمون ومن أجل تعزيز مشاعر الأخوة من خلال التعبير و الاصراح عن دين الرسمي للدولة في الدستور " الاسلام ", فمن المستحق التوصية بأن يكون المواطنون من الديانات الأخرى متساوون بالحقوق ومن المناسب تسجيلها في القيود.
1 -كريش و ديفيد و كروتهافيلد و ريتشارد س : علم النفس الاجتماعي, اريول كونغور, الطبعة 4, دار النشر أوتوكين, استنبول, 1994,الصفحات 13 – 20
2 -كونغور – ارول: " مقدمة للطبعة الثالثة " و تورهان , ممتاز " مقدمة الترجمة التركية " a.g.e.الصفحات .9-12
3 -الهان , اتيلا: القميص المجنون الغربي , منشورات ثقافية لبنك العمل التركي, استنبول , 2002, الصفحات 232-233 ( المصدر المعروض : أخبار الولايات المتحدة و التقرير العالمي , شباط, 1978 ).
4 -هاريس, وليام: " الموقع الاستراتيجي للعراق الحديث ",ترجمة ألبير شين, مجلة الملف الأوراسي, C.6, S.3, أنقرة,2000, الصفحات 50-66.
5 -سالينغر,بيير, لوران, اريك: حرب الخليج – الملف السري . ترجمة اردين أكبولوت, استنبول, 1991, صفحة 11-12, 54-56 .
6 -دايي, حسين: " مجلس الحكم الانتقالي العراقي و السيد المجهول ( 1-2) " , قبل صحيفة الوطن, استنبول, 1991, 15,17 تشرين الأول 2003
7 -باشتورك, لوينت وآخرون: دليل فهم السياسة العراقية,
http://setav.org/tr/irak-siyasetini-anlama-kilavuzu/rapor/11076 ( تاريخ الوصول : 11.02.2014 ).
8 -أركوناج, سيبيل : علم النفس الاجتماعي, النشر .2 , منشورات ألفا, استنبول,2001, الصفحة 180-181.