الأحد, 22 كانون1/ديسمبر 2013 16:29

وعي الامة وواجبنا الحالي 22/12/2013

كتبه
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وعي الامة و واجبنا الحالي

مفهوم الأمة في القاموس

كلمة الأمة هي كلمة عربية, الامة هي بالفعل اسم. وجمعها أمم

كلمة الأمة في المعاجم: تأتي بمعنى الجيل , كل نوع من الاحياء , الدين , فترة معينة من الزمن طبعا في عهد الانبياء, الجماعة, فئة واحدة فقط, دين معروف في مكان واحد و زمان واحد والمجتمهات التي توحدت في طريق واحد او كائن.

كلمة الأمة بمفهوم الكلمة: تعني هي تفضيلات و ترجيحات الناس لانفسهم أو هي نتيجة صعوبة واقعة, كما يعني الى الناس اللذين يعيشون في فترة زمنية معينة و الناس اللذين يعيشون في فترة تاريخية معينة أو كمجتمعات آمنوا بدين معين.

حتى لو كان استخدامه في حق الشيء المرئي من البشر أو في حق أي من المجتمعات الحية الاخرى, ان كلمة الامة في كل معانيها يوجد فيها التركيز على العمل الجماعي. لذلك من ناحية الخبرة على الاقل من ناحية الزمان و المكان بالاشتراك مع الآخرين في المجتمع لا يقال لهم امة.

ان البشر اللذين آمنوا بالعقيدة التي أوحيت الى سيدنا آدم حتى سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم هي أمة واحدة. فان الامة تشير في هذا المفهوم و هذا التعريف من ناحية العقيدة.

لكن النقطة الاصلية التي تجعل من الأمة أمة: ليس الوحدة في الدين و العرق و اللون و الجنس, ولكن هي وحدة العقيدة.

من ناحية أخرى عندما كان الله عز وجل يوصي سيدنا ابراهيم في سورة النحل الآية 120 " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " . هنا كلمة أمة " أي الشخص الذي سيكون موجها ومثال للتقييم للمجتمع و لعبادة الله " وكان هناك تماس و تشديد مهم في معنى السورة المستخدمة .

ان مفهوم الامة مر علينا في القرآن لأكثر من 60 موضع , وبشكل عام نرى أنه تم ذكرها بثلاث معاني منفصلة.

 

  1. معنى المجتمعات النابضة بالحياة و الحية :" وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " الانعام, الآية:38 .

 

  1. معنى المجتمعات البشرية في الآيات التالية ( القصص, الآية 23 ) و ( الاعراف, الآية 38 ) . " وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " (سورة القصص, الآية 23 ). " قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ" (الاعراف, الآية 38 )

 

  1. وتاتي بمعنى المجتمعات في الآيات و الأذكار التي احتضنت الرسالة من الانبياء ويمكن ترتيبها على الشكل التالي:

 

" وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " آل عمران, الآية104 .

 

" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " آل عمران , الآية 110 .

 " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ " آل عمران, الآية 113.

 " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ " البقرة , الآية 143.

 " وَمِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ " الاعراف , الآية 159 .

 

الأمة كمفهوم اجتماعي

 تم استخدام مفهوم الأمة لأول مرة من قبل النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة من اجل الوحدة السياسية و الاجتماعية المشكلة. هنا الامة في ذلك اليوم كانت بمعنى من يعيش في المدينة و اللذين لهم مكان في هذا الاطار (اليهود , المسيحيين ) و اللذين سيدافعون عن المدينة من العناصر البشرية المختلفة .حتى لو كان هناك حاجة اكبر للوصف من هذا, ان أمة المدينة بنيت بمبادرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن الظروف اللاحقة فرقت هذه الوحدة السياسية و الاجتماعية, أصبح المسلمون أمة لوحدهم. ومعى مرور الزمن أصبح مفهوم الأمة للكتلة المسلمة, و أصبحت كلمة الأمة المستخدمة تحدد بالمقدمة بمعنى مفهوم الوحدة الاسلامية المرتبطة مع بعضها البعض و الشعور بالانتماء.

 بالنسبة لنا فان الأمة بشكل قاطع وعلى الأقل تعني اتحاد المسلمين. الاتحاد ليس بالعرق و المنطقة و اللغة ان المحمور الاسلامي يتوافق على أسس الايمان و أسس الشعور بالانتماء للاسلام. وبالتالي فان الامة لديها هدف من خلال الفعاليات و الأنشطة الاجتماعية و الفيزيائية. في هذا السياق فان المسلمين من المغرب الى اندونيسيا في الشرق الاقصى و المسلمين الزنوج في افريقيا و مسلمين الاناضول يمكن قبول كل منهم في نفس المجتمع كعضو. في هذه الحالة الأمة هي الوحدة الاجتماعية الأكثر شمولا من علم الاجتماع الكلاسيكي وهي مفهوم اجتماعي اكثر شمولا من مفهوم الأصول.

 في الواقع هناك الكثير من الاشياء التي توحد و تشكل وعي الامة في الاسلام. على سبيل المثال كل العبادات لديها جانب روحي بالاضافة لها هناك طرف اجتماعي دنيوي. وان اهم شيء في الجانب و الطرف الدنيوي هو تشكيل الوعي في المجتمع. العبادات حتى لو تم أداؤها على المستوى الشخصي لابد من ان تظهر على اطار المجتمع. ينبغي نشر و تدعيم المعروف, وأولى الأشياء التي ينبغي ان نأخذ لها حساب هو اتخاذ موقف من المنكر. على سبيل المثال " ان الصلاة تبعد للشر عن الانسان " ليس متعلق بالمصلي مباشرة, هي نتيجة تتعلق بالعالم الاجتماعي المحيط.

 ان الأوامر الفردية المخاطبة للافراد واحد واحد هي أوامر الصلاة و الصيام و الزكاة, ولكن في النهاية تكشف عن جدول اجتماعي. لذلك الأهداف هذه في معظم الآيات التي تأمر بالحظر كانت تستخدم للجمع: هذه امثلة مثلما جاءت " صلوا الصلوات بشكل صحيح, قوموا باعطاء الزكاة.." , " كلوا و اشربوا ولا تسرفوا..".

 

عند النظر في الشكل العام, فان وعي الامة يقوم باكساب الروح للعبادات من الجانب الاجتماعي. و القيام بالصلاة من خلال الجماعة ( و خاصة صلاة الجمعة ) و الزكاة كونه مسؤولية اجتماعية و فريضة الحج الذي يجمع بين مختلف الالوان و الاعراق مما يكسبه مكان مهم ومشكل لوعي الامة. عندما نجرد هذه العبادات من وعي الامة وتجاهل الاتجاهات الاجتماعية نكون قد أصبحنا في وضع لا مفر منه بجعل هذه الطقوس جافة.

 

الأمة من المفهوم السياسي

 عندما يقال مفهوم الأمة يعني بالمعنى العام المعروف و المتواجد الأول في حوضنا, و المجتمعات التي آمنت عند خطاب الانبياء لهم. هذا حتما صحيح لكن عندما كان القرآن يحدثنا عن امة آمنت بنبي ويحدد الوظائف للمجتمعات المؤمنة اكثر من ذلك.

 كما ذكر في الآيات المعنى الحقيقي للأمة و البين لها يأتي في المقدمة هو وصف الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و تحقيق العدالة و الحق, و بان تكون شاهد على الانسان.

 محمد حمدي يازار ورد عنه في هذا السياق مفهوم الامة و علق قائلا: " الأمة أخذت من كلمة أمم والذي هو اسم الجمع لها وتعني مجموعة من البشر و الجماعة التي ينتمي إليها. الامة تعني هي المجموعة الفعالة و النشطة المشكلة و المنظمة للوحدة قوية و صلبة حول الإمام وبهذا الشكل فالأمة هنا كمجتمع حاكم على مجموعات مختلفة من البشر. وبتعبير آخر الأمة هي جماعة صاحبة الإمامة الكبرى. الأمة حسب المجتمعات هي مجموعة حاكمة سياسية / اجتماعية أخذت مكانها و المكونة من أفراد من الشعب. بهذا الشكل تشكل الإمامة (بالمقدمة) و المجتمع من خلال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, وهي للمكسلمين الفريضة التي تأتي بعد الايمان. و المسلمين الذين يأدون هذه الوظيفة ( أولئك هم المفلحون ) وفقا لآية الاخلاص. و إلا : " لاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " يصبح معاني الآيات صعبة و مستحيلة " .

 حسب مافهمناه من الآيات التي في الأعلى عندما يقال أمة يأتي في أذهاننا في كثير من الاوقات المعنى الذي يكون للأسف بعيدا عن المهام و الوظائف الدلة للامة الحقيقية. عندما ننظر للأمة من الجانب السياسي هو المجتمع المشكل من مجموعة صاحب ديناميكية ويعتقدون بعقيدة معروفة و الغاية و زعيمه ( الإمام ). لا يوجد أي دين أو نبي طلب بالاعتقاد فيه فقط. وبقي الاسلام هو الدين المتكامل و الملاذ الاخير للبشرية, ولا تعرف الامة للمجموعة البشرية المعتقدة بهذا الدين أو النبي فقط. لا يكتمل وعي الامة بالاعتقاد بالكتاب و الرسول, في الأصل بعد هذه النقطة يتولد امكانية الوعي الحقيقي للأمة. الأمة هو العمل بما تشعر به من الوعي و الموقع الذي أنت فيه و بادراك للمسؤولية حتى لو بقي لوحده يتابع الطريق بدون أن يفقد هذا الشعور. ان الخطوة الأهم و الأولى في أن يكون للأمة وعي هو معرفة الانتماء " لأي أمة ". ينبغي أن نظهر التوجيه و الدليل الأفضل كيف نكون أمة وماهي وكيف تتكون و تحصل الأمة.

 ظهور الأمة الاسلامية في الوسط لا يوجد مثيل له في التاريخ حيث كانت تمثل التكافل الفوق العادة. الجيل الاول لهذه الامة تشكل من القبائل العربية الرحل و التي تتكلم كل واحدة منها لهجة مختلفة وبجفرافية و مساحة بثلاثة مليون و نيف من الكيلو مترات. هؤلاء الناس كانوا بسبب الافراط من ناحية الشرف و الكرامة يقومون بدفن فتياتهم و هم أحياء, ونتيجة التعصب القبلي و لأسباب صغيرة وتافهة (لا تملئ بذرة التين ) كانت تقام حروب لسنوات لأخذ الثأر. لكن الله عزوجل تلطف بنا من خلال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتسوية الوضع و كان معجزة وترك هذه الحياة الاجتماعية التي تعتمد و تركز على القبيلة. استنادا الى الوحدة المثالية, تم الانتقال الى النظرة العالمية من خلال الاستناد الى وحدة العقيدة, " لا إله الا الله / الأصول التي يجب أن تعبد هو الله وحده " وتم التوحد حوله من خلال كلمة التوحيد. بهذه الطريقة و قبل مرور عشر سنوات من وفاة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه و سلم تم فتح كل الشرق الاوسط حتى وصلوا الى حدود الهند و الصين.

 

النتيجة :

من خلال الآيات التي تم ذكرها في الأعلى من الله عز وجل و الأحاديث و الوعظ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في اطار طريقة نظرتنا الى مفهوم الامة من الجانب الاجتماعي هو الوعي للانتماء و الوحدة الاجتماعية, ومن الجانب السياسي يلاحظ الوعي الجماعي الذي يقوم بقيادة المجتمع.

نحن ينبغي أن يكون الحاكم و القاضي في حياتنا علينا من خلال رسالة الوحي بكاملها و أن نكون مسؤولين عن كل الأفعال مثلما قام بها الرسول صلى الله عليه و سلم و كل جهات مفهوم الأمة وتفهمناها.

ومثل الدعاء الذي دعا به سيدنا ابراهيم عليه السلام بعد الانتهاء من إنشاء الكعبة الشريفة كما تبين في القرآن الكريم.

 قال تعالى " رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" سورة البقرة الآية 128

بعد إنشاء القبلة الأولى للبشرية كانت هذه الدعوة حيث بينت بأن اللذين آمنوا لهم اطار و أهداف.

 

بعد أن أتم سيدنا ابراهيم عليه السلام وولده اسماعيل إنشاء القبلة الأولى للبشرية تضرع الى الله بأن يتقبل عمله طلب من الله أن تكون من نسبه أمة مسلمة , ودعا الله باظهار طرق العبادة و الطاعة له.

 

في هذا الدعاء القبلة ( البيت ) يعطي ملاحظة لمفهوم الامة و العبودية في آن واحد. وبالتالي فان مفهوم الأمة من جانب اشتقاقي, فلا يمكن التعامل معها من جانب سياسي فقط أو من جانب اجتماعي فقط. يجب أن يفهم مفهوم الأمة من الجوانب الثلاثة . ان انتقال مفهوم الأمة للفرد أو المجتمع عبر الواقع فقط بهذه الطريقة قد يكون من الممكن.

 

الدعوات التي قمنا بها و الصوات التي صليناها و الصدقات و الزكاة الذي دفعناه و الصيام الذي قمنا به , وكل العبادات الفردية أو الجماعية التي قمنا بها من الحج الى الجهاد ينبغي أن تبحث عن طريقها من خلال وعي الأمة, ينبغي أن نعطي قصارى جهدنا من أجل ازالة الحدود الجغرافية و الفكرية التي أقيمت من بعد بين المؤمنين و المسلمين في هذا اليوم. على خلاف ذلك فستبقى عباداتنا من ناحية فيها تقصير.

 ينبغي أن لا ينسى أن عدم تجسد الأمة الاسلامية على وجه الأرض من الجانب السياسي و الاجتماعي يدفع ثمنه ليس المسلمين فقط بل كل البشرية وحتى كل الاحياء على وجه الارض. فان الاغنام التي تقف على حافة نهر الفرات المسؤول عنها هو وعي الامة. ان عدم القدرة على النوم و جارك جائع و أنت لم تكن من الجوعى هذا هو وعي الأمة. ان الوعي و المسؤولية عن الدماء المظلومة التي تراق في البوسنة و الشام و القاهرة وكل مكان على سطح الارض ودموع العين المسالة هو وعي الأمة. في كتاب حياتنا , " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ "

 " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ "

 هذا الاختيار هو المستند و أسس للقيام بأمة و مجتمع خيّر, العائلة الاسلامية وتعني العقيدة الأساسية التي ينبغي أن تطبق هي الأخوة الاسلامية. ولكن نسيج هذه الأخوة التي نسجت, فان هذا المجتمع يزدهر, والتخلص من العداء و التفرقة و عدم العدالة و الفقر و الذّل ولكن كل هذا بالارتباط بالله و الاحتكام و التعانق بالاسلام. لا يوجد طريق غير هذا. وأعلمنا الله بهذا الطريق على النحو التالي ," يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾" آل عمران الآيات 102,103 .

 في يومنا هذا تطبيق الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الارادة الصحيحة هو نهاية الاستغلال و الظلم على وجه الارض. يمكن ان نذكر وجود الامة من الانتماء. يمكن أن نذكر الامة من المنظور و الجانب الاجتماعي. لكن للأسف كارادة سياسية لا يمكننا ان نذكر وجود الأمة من المنظور و الجانب السياسي. كوننا أمة من خلال الافكار و المفاهيم التي تطرح من الافراد و الجماعة ينبغي ان تنتهي كلمة جماعة الى هدفها بين البشر الأكثر خيرا, وينبغي أن نعمل و كل الجماعات بشكل منفرد و الدفع جانبا للوصل لهدف الأمة. إن القرآن الكريم يفيدنا بأن كل أمم البشر و حتى أمم الحيوانات و الجمادات هم بحاجة الى وجود الامة الاسلامية كإرادة سياسية. لأنه لا يوجد أي مجتمع غير المجتمع الاسلامي يدعو الى الخير و العدالة و عقيدة تأمر بالمعروف ولا تتحمل المسؤوليات, في حال لم نتكلم عن مسؤولياتنا فأن الافساد سيتم بشكل متواصل على سطح الأرض.

 في حال كنا لا نريد استمرار هذه الاحوال التي نحن عليها هذه الايام ينبغي أن ندرك جميعا النعمة التي تفقد, "وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ( سورة الجاثية الآية 28 ) يجب أن ننحج لنكون أمة محمد الحقيقيين بالوعي. ينبغي علينا على الأقل أن نعمل ضمن هذا الجهد. لأن ماجاء في الكتاب هو بشكل قاطع. " وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " سورة المؤمنون الآية 52 .

 " وَالْعَصْرِ  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ  إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"سورة العصر

 ان الأيام و الزمان و العصر الذي عشنا فيه من دون الالتفاف بشعور الأمة كنا نذهب وبسرعة بشكل مستقيم نحو الحزن لأن الزمان يعمل ضدنا. وكل ثانية تمر من حياتنا تذهب و لا تأتي يجب أن نسعى فيها.

 ندعو الله عزوجل و سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن يوحد قلوبنا بالوعي بطرق أن نكون أمة و نعيد عزة أمجادنا من جديد.

 06.تشرين الثاني / نوفمبر 2013 / أوزغور دير أنطاليا

مقررات الأربعاء

قدمت من خلال الجمع

هاكان شيمشك

مركز المدافعين عن العدالة للدراسات الاستراتيجية ( ASSAM )

جمعية المدافعين عن العدالة ( ASDER )

نائب ممثل محافظة أنطاليا

الأصفهاني , مفردات القرآن , استنبول 1986 , 27

قراءة 4070 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 13 أيار 2014 16:44
الدخول للتعليق