تركيا ( ص,189 )
المتشائم يرى في كل فرصة صعوبة
المتفائل يرى في كل صعوبة فرصة
ونستون تشرشل
تركيا في القرن 21 ودورها في المنطقة و فهم المواجهة ضد الدور الروسي يجب عليها دراسة ومراجعة التاريخ الحديث و القديم و الجغرافية الخاصة بشكل مختصر.
الموقع الاستراتيجي الذي يربط آسيا بأوروبا اي الثقافة التركية, اي هو مزيج من الثقافة الغربية و الثقافة الشرقية. ان الأناضول تشكل القسم الأكبر من تركيا الحديثة, انها من أقدم مناطق التاريخ منذ العصر الحجري و التي قامت باستيعاب جميع الحضارات. تركيا تقع بين قارتين وهي بمثابة الجسر بين أوروبا و آسيا. مضيق استنبول و بحر مرمرة و مضيق الدردنيل يفصل الأناضول عن تراقيا. ان القسم الموجود في أوروبا تشكل فقط 3% في الوضع لعام 2010 . ان تركيا في بداية القرن 20 كانت جمهورية قانونية علمانية ديمقراطية. على الرغم من خروجها من اطار الامبراطوريات بقيت مداومة على لعب دور مهم في تاريخ القرن 20 . كمثال على ذلك كانت من احدى بلدان مؤسسي الامم المتحدة و منظمة المؤتمر الاسلامي . انتسب الى حلف الناتو في عام 1952 و منذ عام 2005 هي في مفاوضات معقدة من أجل الدخول الى الاتحاد الاوروبي.
المرشح المثالي
من ناحية الولايات المتحدة الامريكية ووفق شروط الثقافة و الجغرافية تعمل على حالة ووضع تركيا مقابل روسيا في مواجهة مثالية مع الشركاء الرئيسيين. لن تبذل الولايات المتحدة الامريكية جهدا كبيرا في اقناع تركيا في تحريك قواتها للشمال باتجاه البلقان. ان الولايات المتحدة الامريكية تريد من الدول الاسلامية ان تظهر عدائها ليس عليها فقط بل الى العناصر المتطرفة التي هي بداخلها. وبالتالي لهذا السبب ستدعم تركيا, وستقوق بالتشويق و التشجيع لاظهار التأثير على مسلمي البلقان و تولي اهتماما لاظهار هذا الشيئ للدول الاسلامية. ان الولايات المتحدة الامريكية ستقوم بالمساندة و المساعدة في تطوير القوات الجوية لكي تكون تركيا في مواجهة روسيا في البحر الاسود, وتقدم الدعم الى الاعمال البعيدة المدى.وستقوم الولايات المتحدة الامريكية بفعل كل شيئ لكي يكون لتركيا تأثير على الجدول التي في جنوبها يعني على الدول المسلمة في الشرق الاوسط. ان هذا التأثير سيكون سياسي ثقافي اقتصادي في المقام الاول ومن ثم سيكون العسكري. ان الولايات المتحدة الامريكية هي في غاية الحاجة لقوة لكي تكون في زمام الضربة ضد ايران وتكون نموذجية في التعامل مع الاضطرابات في الشرق الاوسط. بالطبع فإن العالم العربي لن ينظر الى تنامي تركيا بعين الراحة وخاصة المسلمين وستكون ضد التدخل في الشؤون الداخلية للعالم العربي. ان العرب لحد الآن لم يخرج من عقولهم الموقف اتجاههم من الامبراطورية العثمانية. ولكن في النهاية من المرجح ان تكون تركيا بدل القوة الموجودة في المنطقة ايران او اسرائيل. ان ايران من المحتمل ان تصنع السلاح النووي, عند الاختيار بين تركيا و اسرائيل سيكونون منحازين لتركيا. وبسبب التراجع السياسية و الاجتماعي في العقد الثاني من القرن في دول شبه الجزيرة العربية, ستكون بعض الدول في الشرق الاوسط مرتبطة بتركيا في تطوير الاقتصاد و أمن بلادهم. معظم الناس كانت مفاجأة لهم عند استقبال الاضطرابات الشعبية التي حدثت في شباط 2011 في مصر و الدول العربية الاخرى. البعض يقيم هذه الاحداث التي وقعت في الدول العربية على انها بداية للديمقراطية, والبعض يراها على انها احد الانقلابات التي حصلت في القرن. في كل حال فان معظم الدول العربية ضعيفة من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و القانونية و الدينية. ان اكبر مسألة في معظم الانظمة في المنطقة من خلال الاضطرابات هو البقاء ( كما هو مبين فشل الامم المتحدة على مدى اعوام ).
يجب على تركيا مساعدة الانظمة التي تنشأ بعد سقوط الدكتاتوريات العربية, وخاصة الحماية و الوقاية من عدم مجيئ الجماعات الدينية المتطرفة الى المقدمة أو المساعدة في تلبية الاحتياجات و تطلعات الأنظمة الجديدة في حال رغبتها, لا أندهش على الاطلاق في أن تكون مصر من أوائل هذه الانظمة. ان الانزعاج الحاصل في مصر مضى عليه فترة طويلة و هو مازال ينمو. ان مساعدة تركيا للحكومة التي أتت بعد مبارك في بعض الوظائف بشكل علني أو وراء الكواليس فمن غير المستبعد ان تاتي لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقد كان واضحا بدأ تركيا في تحضير نفسها للعب هذا الدور. من دون أين يدري كثير من الناس بدأت بمشروع يمكن له أن يغير وجع الاسلام. ووفقا لتقارير بريطانية لم تؤكده مصادر رسمية كان رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الاول بحكومة عام 2008, وقد بأت عملية الاصلاح و بأسس تفسير جديد للقرآن الكريم. بادراة الشوون الدينية, ومن جامعة انقرة مجموعة من المفكرين الاصلاحيين, وتم الاجتماع من أجل تكيف الشريعة الاسلامية في اللقرن 21, هؤلاء المفكرين هدفوا الى تحديث و تجديد شكل تقاطع قواعد القرآن مع الفلسفة الغربية. من بين المواضيع التي طلبوا التغيير فيها هو موضوع المرأة في الشريعة الاسلامية, و العديد من المعاقبات الكبيرة للجنايات, وهناك مواضيع مثل الاعدام و تحضير الرجل فقط لكي يكون اماما. والغرض من هذا هو اعادة تعريف الاسلام كقوة ايجابية وتقديم اجابات مناسبة و معقولة للمسلمين المتطوريين, وضمان التقارب مع العالم المتقدم.
ان الولايات المتحدة الامريكية تنظر الى هذه التطورات في المنطقة على انها استجابة مناسبة لحل المشاكل الحاصلة الثانوية لهدفها الرئيسي لذلك ستواصل بدعم تركيا كقوة اقليمية. وهناك عدة أسباب لذلك:
أولا: كي تكون تركيا كقوة استقرار في الشرق الاوسط الغير مستقر. ثانيا: تحقيق جزء كبير من مصادر الطاقة من الغاز و النفط المورد من خليج بصرى( الخليج العربي ). ثالثا: يمكن أن تلعب دور هاما في وقف حالة ايران. واخيرا يمكن ان تشكل مفاجأة استراتيجية لعدم استجابة المنطقة الجغرافية لروسيا.
في نهاية العقد الاخير من القرن 21 بدأت الولايات المتحدة بالتخطيط بالخطوات التي قامت بها في المنطقة بعد نهاية الحرب الامريكية العراقية. وان تحكم السيطرة على المنطقة بتأثيرها و بشكل مستقر, ومن أجل وقف الطموحات التوسعية لروسيا يجب ان تكون هناك قوة في الشرق الاوسط غير اسرائيل. ان تركيا ومنذ 90 عام اي بعد تفكك الامبراطورية لم تلعب اي دور مهم في السياسة العالمية, ولكن هي الآن تطلب و مستعدة لكي تلعب مثل هذا الدور. وقبل النظر في القدرة الهجومية لتركيا, دعونا ندرس و بشكل خاص التوازن التي ستوفرها. من المحتمل أن تترك الولايات المتحدة الامريكية في العراق و لمدة طويلة قواعد عسكرية. ولن أفتح هذا اموضوع اكثر من هذا هنا و لكن يمكن القول انها تطلب الانشاء هذه القواعد لإبقاء السيطرة على الاحداث العالمية. لذلك فهي في موقع يجب أن تكون عين و أذن المنطقة في الشرق الأوسط. لكن هذه الامور ليست كافية للحماية من النفوذ الايراني في المنطقة. ولمواجهة ايران يجب تشكيل قوة داخل العالم الاسلامي هذه اللقوة ليست عسكرية فقط بل يجب ان تكون من ناحية السياسة و الثقافة. هذه المعايير تجعل من تركيا مرشحا مثاليا. يمكن أن توسع نفوذها في المناطق المجاورة وفي نفس الوقت هي بلد مسلم.
الموازنة الاقتصادية
البنك الدولي, من ناحية الاقتصاد فإن تركيا في المستوى المتوسط, والأصح هي تقبل في وجود في القسم الاعلى من المتوسط من الناحية الاقتصادية العالمية. فهي خرجت من الازمة الاقتصادية التي ضربت عام 2001 وعضو في منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية. عدد السكان 73 مليون نسمة, اكثر من 25% من السكان يشكله الأقل من 14 سنة. 7 % من اللذين يشكلون الاعمار الأكبر من 65 سنة. 73% من السكان يعيشون في المدن. 11% من الانتاج المحلي من الزراعة و 30% من الصناعة و أكثر من 60% من الخدمات. تركيا تركيا مقبلة على ان تكون من أكبر الاقتصادات 20 في العالم( في عام 2007 كان ترتيبها 18 ) و الناتج القومي الاجمالي 400 مليون دولار. وفي عام 2005 كمؤشر للدخول بين 20 أعلى اقتصاد بالعالم تجاوز دخل الفرد الواحد 5000 دولار . معدل الفقر المتقع 1%, لكن ولكن الفقر يؤثر على 20 % من السكان. تركيا يمكن القبول بأنها من الاقتصاديات التي تكبر وفي نهاية العقد الاول من القرن21 حيث نما الناتج الاجمالي المحلي بين 5-8%. في التصنيف نأتي بعد بلجيكا في الناتج الاجمالي المحلي, وناتي قبل السويد. وهي أكبر اقتصاد بين كل الدول الاسلامية. وهي أكبر حتى من اقتصاد المملكة العربية السعودية. علاوة على ذلك غير قادة في نجاح قيول الاتحاد الاوروبي ربما من خلال لعدم دخولها في الاتحاد الاوروبي, لانها أقل من الأسواق المتقدمة من نصيب انتاج الفرد الواحد, لكن حسب المعايير الدولية للقوة الاقتصادية يتم قبول الناتج القومي في المرتبة أو المستوى الرابع. تركيا ليست الصين. لكن لكنها اكبر اقتصاد في العالم الاسلامي, وحتى اكبر اقتصاد في شرق البحر المتوسط و جنوب شرق أوروبا و الشرق الأوسط و القوقاز ومنطقة هنديكوش. في هذه الحالة يمكن أن تثبت نفسها على انها قوة اقتصادية عظمى تقليدية في المنطقة, وسوف تكون قادرة على التوازن عمليات منطقتها. لاي تزال عملية النمو قائمة ولكن هذه الاتجاهات لا تزال بامكانها ان تصبح رأسا على عقب, ولكن تركيا أصبحت من الاقتصادات الديناميكية في المنطقة. من هذه الناحية كل المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة الامريكية لتحسين الاقتصاد, سيتم قبول الولايات المتاحدة الامريكية من قبل الزعماء الاتراك حتى لو لم يحبونهم. فان ظهور الخلاف و المواجهة من جديد بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا سيكون من الضروري تقديم المساعدة الى تركيا بشروط أن تكون من الحلفاء.
ان جري الولايات المتحدة الامريكية وراء تركيا بسبب الاسباب الجيوسياسية, وحالة المواجهة مع روسيا و الخوف من توقف امدادات الطاقة للأوروبيين و تجنب عرقلة الولايات المتحدة الامريكية. والموقع الجغرافي لتركيا, وهي تسمح لتكون الخط الرئيسي للغاز و البترول القادم من مصادر آسيا الوسطى. من تفكيرها استخدام خطوط الغاز الاستراتيجية التي تم انشاؤها و الاعتراضات التي ستحصل من قبل أوروبا و الولايات المتحدة الامريكية لخطط روسيا من احتلال أوكرانيا و بولونيا من جديد, ويمكن ان تكون تركيا من العناصر التي تعطل هذه الاستراتيجية. وهذه ليست خطوة نظرية فقط. و النزاعات الحاصلة بين أبناء عمومة تركيا كازاخستان و تركمنستان و أوزبكستان في آسيا الوسطى. والتي تعمل الى تامين التوقيع على انشاء أنابيب وخطوط الطاقة التي تمر من أراضيها ذاهبة الة أوروبا. تسمى هذه الخطوط خط أنابيب ترانس هازار مما يجعل روسيا و ايران خارج الموقع. ويمكن لكم ان تخمنوا من وراء ادارة هذا المشروع. ربما الولايات المتحدة الامريكية.
الموازنة الامنية
ان تركيا لها مساهمة كبيرة من الناحية الأمنية في المنطقة التي تقع فيها. كثير من الناس تعتقد بأنه اذا لم تتدخل امريكا فإن خليج بصرى ( الخليج العربي ) سيكون تحت الهيمنة الايرانية. ايران مع مرور الزمن ستهيمن على كل شبه الجزيرة العربية. في هذه الحالة ليس فقط في المنطقة بل سيكون تغيير في نوازن القوى العالمية بشكل مفتوح. ان تركيا لعبت منذ الحرب العالمية الأولى في حماية نفسها, وأصبحت بشكل منفصل عن العالم و تحنيت التحالفات التي قد تكون مكلفة له في المستقبل, وفي حال التحالف يتم اختيار الكلمات بدقة لأن هذه القوى العظمى السابقة في حال أكملت لعبتها تقيدها ويزيد بشكل خاص من احتمالات معينة. عند النظر بتاريخ تركيا والمواضيع الجيوسياسية لم يكن موضوع تقليدي. حيث جلب الاستقرار الطويل الى كثير من المناطق في عصر الامبراطورية. ان الامبراطورية العثمانية قبل ان تسقط كان القوة الاسلامية المهيمنة على شمال افريقا وجنوب شرق آسيا و الشرق الأوسط. للسيطرة على البحر الأبيض و البحر الأسود, كانت تؤمن الطرق الرئيسية للتجارة في قسم كبير من نصف الكرة الارضية في الشرق. وهذه التجارة كانت تحتضن ثلاث قارات, كانت تأتي الرفاه و الامن بينهم.لهذا السبب فسحب يد تركيا من مسائل المنطقة ليس سلوك طبيعي. بين الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية و روسيا كانت هي سجينة داخل حدودها. في هذه الفترة كان لا يفكر في الانتشار الذي كان يبين مثل الانتحار. منذ بهاية الحرب الباردة من المرجح العودة الى العديد من الأدوار الأمنية السابقة. بين هذه ايران و أوكرانيا و العراق و دول آسيا الوسطى و دول القوقاز و بعض دول البلقان التي فيها استقرار. ان كل واحدة من هذه الخيارات تفتح نافذة احتمالات جديدة ويكون دعم من الولايات المتحدة الامريكية في المكان مؤكدة. بشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحقيق التوازن الأمني المطلوب في المناطق المحيطة بروسيا. في هذا الطريق تركز الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا.
ايران
ان ربع سكان ايران في منطقة تبريز من الاقلية الأذرية من أصول تركية . لهذا السبب فان تركيا ترجح ان تكون هذه المنطقة تحت سيطرتها . ات تركيا في حال رغبت بانشاء طابور خامس في ايران,هذا خيار واحد. فان هذه الحركة تكون لاضعاف ايران من الداخل وتضعف و تعرقل استخدام قوتها خارج الحدود. وتحقيق هذا ليس بسيط و سهل. ان التمرد و العصيان بعد انتخابات عام 2009 ورأينا عام 2011 الظلم و القمع الشديد من قبل القوات الايرانية في أثناء قمع المتظاهرين. ان تركيا في حال عملت على التأثير من خلال الاقلية الأذرية فان ايران بالمقابل ستفكر بأنها على حق وهو تدخل في شؤونها الداخلية. تركيا لا تريد الدخول في حرب مع ايران لكنها فقط تريد انشاء مجال سياسي واسع لها وتريد زيادة الاستقرار الامني في المنطقة بهذه الطرق. لهذا السبب تريد في المقدمة في محاولة سحب المصالح الاقتصادية المشتركة ومن أجل ضمان استمرار العلاقة ستطلب انشاء خط لنقل الغاز. ان تركيا بحاجة الى استخدام مصادر الطاقة المختلفة لها, وذلك شرط يجب أن تكون على قادرة على الثقة مع الآخرين في حال تحركت ضد أحد من الموردين, وبالتالي تركيا, وتقوم بمساعدة ايران بشرط تخليها عن الانشطة النووية الغير مدنية و تامين اشراكها بالمجتمع الدولي.
القوقاز
أعتقد بأن تركيا بعد نهاية الحرب الباردة في حال رغبت في استخدام امكانياتها التي تمتلكها يجب عليها الدخول في منطقة القوقاز. السبب الحقيقي لهذه هو وقوعها على الحدود. المشكلة ان هذه المنطقة كانت صعبة دائما لانشاء الامبراطوريات. ان تجاوز جبال القوقاز صعب وكل المجموعات العرقية الموجودة في المنطقة فانها تملك عداء كبير ضد القوة الخارجية. ان روسيا و ايران يمكن أن تفتح على تركيا مشاكل كبيرة في هذه المنطقة, لهذا السبب يجب أخذ الحذر في القوقاز. الحركات في هذه الجبال تهدف القوى الفاعلة وتكون دفاعية أكثر من ان تكون هجومية.
أوكرانيا
ان الدخول في أوكرانيا يأتي بفوائد كبيرة للولايات المتحدة الامركية و تركيا. من دون اظهار نقاط الضعف لدى تركيا تكون طريق جيد لطعن روسيا من الظهر. ليس لروسيا الكثير ما تفعله لتركيا في حال دخلت الى أوكرانيا. وسيكون لهذا التوجه العديد من الفوائد. هذه الخطوة أكبر بكثير من قدرة تركيا على التمويل في يومنا هذا وتتطلب قوة بحرية لكن يشكل نفوذ استراتيجي لاخراج القوة الروسية خارج منطقة البحر الاسود. ان عدم وجود طريق سريع بين تركيا و اوكرانيا يمكن التفكير في عدم استخدام هذا الخيار . لكن في هذه النقطة تدخل الولايات المتحدة الامريكية في المعادلة. ان الولايات المتحدة الامريكية ستساعد تركيا في بناء قوة بحرية و تسليحها وتقويتها باستخدام تكنولوجيا الفضاء, تركيا يمكن لها اقناع روسيا لتصبح القوة الاولى. ولا يمكن أن يكون هناك استقرار أكثر من هذا. هذا الترويج للحرب يظهر كيفية التوازن بين القوى وهذا مثال كلاسيكي.
دول البلقان
ان ماضي تركيا الامبراطوري سيستخدم لكي تكون دول البلقان بيده من جديد والحرب الدينية التي بدأت بعد تفكك يوغسلافيا وتركت لها العديد من الأدوات التي تساعد على تخفيفها. ان كل مسلمي ألبانيا و البوسنة هم دائما مع تركيا ورأوا أنهم الجسر الى اوروبا. ان دول البلقان بعد ان حصلت على استقلالها يمكن لها أن تقوم بوظيفة مستعمرات اقتصادية لتركيا وهذه العلاقات تؤدي الى قبول الاتحاد الأوروبي الى عضوية تركيا. ان علاقات تركيا بصربيا كانت في كل الأوقات في تقييد و هذا سيكون أكبر عقبة في هذا الطريق. ولكن قوة تركيا الاقتصادية في هذا الوقت و ارهاق الصرب من قبل الاوروبيين, يمكن ان تعوض هذه العلاقات مع الدول الاسلامية الجديدة.
العراق
ايران دائما تتعامل بحذر مع تركيا. ايران تعرف بان تركيا يمكن لها أن تكون حاجز لأهدافها. تركيا يمكن لها القيام بشيئين, الحد من طموحات ايران في العراق وانشاء قوة تقوم بالتوازن في المنطقة ووصولها الى الاستقرار. ومثال على ذلك دخول الاتراك الى شمال العراق بموافقة الولايات المتحدة الامريكية و المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي و احكام السيطرة عليها. وكان حزب PKK هو السبب في دخول تركيا لهذه الأراضي كان قد قدم خدمة كبير للولايات المتحدة الامريكية و تركيا. وبالتالي فإن تركيا هي قوة يمكن لها القدرة على كبح جماح نوايا ايران في المنطقة. في الواقع وان لم تكن الولايات المتحدة الامريكية فإن لتركيا في المنطقة أسباب كافية للتأثير ضد ايران. اذا تركيا كانت في منطقة الحكم الذاتي الكردية في الحدود العراقية, على سبيل المثال السيطرة على منطقة كركوك المليئة بالنفط فان بعد خروج الولايات المتحدة الامريكية من العراق فانها ستقوم بتوفير الاستقرار في الوضع الاقتصادي و تكون القوة في يدها. في أي حال على تركيا شيئين من أجل زيادة القوة العسكرية لديها في المنطقة, ايجاد نهاية للحالة المحزنة التي عاشها الأرمن و بعدها ضمهم تحت جناحها. عند كتابة هذه السطور كانت الولايات المتحدة الامريكية قد بدأت بهذه الحركات خلف الكواليس و كانت تنشر هذه الشائعات. أعلن في 10 تشرين الاول عن اتفاقية سلام وقعت بين الاتراك و الارمن. في هذا التاريخ المشترك يفهم على انه إغلاق باب جزء من الماضي لكن ليس من السهل على الارمن ان ينسوا المجزرة التي يدعونا على الاتراك. هذه الخطوة بدأت بتصحيح هذه الأطروحة في هذا الكتاب. أو هذا التوقيع السريع للاتفاق المليئ بالثقوب أي أن هذه التسوية ليس بامكانها حل مسألة إبادة الارمن المزعومة . ان قبول الكونجرس الامريكي في شهر آذار عام 2010 بمزاعم إبادة الارمن فهي تكون تدخلت في شؤون الغير. فان حكومة الولايات المتحدة الامريكية أوضحت على انها لهذا السبب لم توافق على وصف الكونجرس في الولايات المتحدة الامريكية.
الاستراتيجية الامريكية العالمية
تركيا ليست قوة توازن و تعويضية فحسب, بل يمكن لها القيام كقوة استراتيجية لا يمكن ان توضع في أي بلد آخر وفي المنطقة الجغرافية لتحقيق التوازن ضد الروس. كونها شبه جزيرة, فعندما تهدد أي دولة فمواجهة هذه التهديدات سيكون صعب للغاية. ان روسيا لا يمكنها احتلال تركيا كعملية حماية شاملة, يعني عندما تريد روسيا أن ترى تركيا من الدول التي يمكن التأثير عليها, لا داعي للخوف من الهجوم الروسي. لكن الشيئ المهم هنا هو من دومن استخدام قوة تركيا ومن دون احتلال دول أخرى هو القدرة على أداء المهمة المطلوبة. يكفي ان تكون من الدول التي يجب على روسيا أن تأخذ الاعتبار لها في سياستها التوسعية في كبح جناحها. وحتى اظهار مقاومة الى حد كبير في المناطق التي سيتوسع الروس فيها او يكفي القيام بحركة من أجل القيام بلعبة . ان كثير من الناس يعملون على فهم الاستراتيجية العالمية التي تستخدمها الولايات المتحدة الامريكية من أجل حماية مصالحهم في القرن 21 . هناك ادعاء بان هذه الاستراتيجية تكون موجودة داخل أي حدث في الساحة العالمية. أعتقد كما قلت سابقا, القوة المتنافسة توازن بعضها البعض في العالم و هي تقوم بتأمين عدم هيمنة أحد أكثر من الآخر, و يمكنا الحصول على ماتريد. وهذا ماتريد فعله في هذه المنطقة. تحتاج الولايات المتحدة الامريكية الى القيام بشيء واحد هو مداومة الصراع المنخفض الحدة بين دول المنطقة و الاقليم و ضمان عدم انتصار أحد على الآخر. لهذا السبب تحتاج الى انفاق ثروة عظيمة. لكن الامر لا يستحق ذلك لأن في النهاية ستكون الولايات المتحدة الامريكية قي القوة العظمى المهيمنة في العالم.
منتقاة
محمد ياووز
عقيد متقاعد