في مصطلحات العلاقات الدولية هناك تداخل بين مفاهيم " الداخل " و " الخارج ". الداخل أو الذين يقال عنهم المقيمون, ووضعت نفسها في بيئة دولية تقبل بها و التي أعطيت و عرفت للبلدان ترى نفسها بشكل طبيعي. والدول التي تعرف بالخارجة هي التي لم تضع نفسها في وضع بين بيئة الدول العالمية, وهي التسمية التي تطلق للبلدان التي لم تثبت نفسها والغير جديرة. على سبيل المثال: اليابان لا في آسيا و لا حتى بين القوى العظمى في النظام الدولي وعلى الرغم من قوتها الاقتصادية لم تأخذ مكانها فهي غير مرتاحة بين القوى الغربية. من هذا الجانب و الناحية يمكن تعريف اليابان بالغير معترف فيها أو الدولة الخارجة.
أحمد داؤود أوغلو قال: للتخلص من هذه السلبية هو وجود عقلية استراتيجية تستند لادعاء الوجود. ومن أجل ذلك ينبغي انشاء و تشكيل الذهنية الاستراتيجية و العمل بمفاهيم جديدة حسب شروط تغير الذهنية من خلال الأدوات و النماذج وإنشاء مجتمعات دولية من جديد تملك القوى وباعطائها الثقل لتربح القابلية.
اذا نظرنا من هذا المنظور ليس من الصعب عندها ان نرى لماذا كان الهدف مستشار الاستخبارات هاكان فيدان. في شهر كانون الثاني عام 2012 وبمناسبة مرور 85 عام على انشاء جهاز الاستخبارات حيث تكلم فيدان في خطابه وذلك ردا على سؤال وهذا كان على وسائل الاعلام ".....المعلومات معروفة. لكن موارد الانسان مهمة. كل هذه الموارد موجودة في تركيا. وليس في الاقليم وفي المجال الدولي نعمل من أجل ان يكون لجهاز الاستخبارات كلمة في العالم بغضون سنتين أو ثلاث سنوات.... ان تشكيلاتنا هي في حالة النجمة في المنطقة. وستكون في المستقبل القريب نجمة دولية و عالمية..." ان الكلمات بهذا الشكل في الواقع هو الاعلان عن خريطة الطريق الاستراتيجية لجهاز المخابرات.
تركيا هي بلد تدرك منذ أمد بتقديم أدوات نضال و مواجهة جديدة لسياسة القوة لهذه البلدان بالتفوق الاقتصادي. في الواقع هاكان فيدان من أجل سياسة الشرق الأوسط في مقالة السياسة الخارجية التي كتبها بأنه مايشكل السياسة الخارجية التركية هو الاقتصاد و الثقافة و العناصر السياسية بالتركيز عليهم حسب التعريف " هدف تركيا ", ان القوة الناعمة و اللينة من مؤتمر رجال الأعمال و الصناعة التركية الى رئاسة ادارة التنمية و التعاون التركي, ومن وقف يونس الى المسلسلات التركية " القوة الناعمة ", لكن مع العلم أن لكل منهم فعل تأثير ومع التشديد كتب مايلي: " ان من يتابع السياسة الخارجية التركية يعترف بأنها دخلت في عملية نشاط جديدة في العشر سنوات الاخيرة. تركيا بالتصور الجديد لدورها في العالم فهي حازمة على لعب دور اقليمي و دولي فريد من نوعه وكونها عنصر فاعل يعلو فهي تُظهر نفسها اكثر و أكثر...."
ان الاعمال التي تقوم بها تركيا في جغرافية افريقيا – أوراسيا و الاعمال القائمة بها الآن من اقتصاد و سياسة و ثقافة و التحركات السياسية الاستراتيجية وكما قلنا في المقدمة " الخارجين " مما أدى الى تجاوز العقبات و الحواجز. بعد احداث 11 من أيلول و الاحداث التاريخية, أظهرت بأنها ليست ولن تكون قطبا في القطب الدولي الوحيد الذي أُنشأ بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. بعد ضعف الولايات المتحدة الامريكية بعد هجمات 11 من أيلول سبتمبر في أفغانستان و آسيا الوسطى و العراق و الشرق الأوسط فان الاطراف الدولية التي لديها القدرة على ان تصبح من زعماء العالم, أصبحوا في مكانة ينافسون فيها الولايات المتحدة دوليا, أعطوا زخما للمبادرة الاستراتيجية في البيئة الدولية و الاقليمية. كما حدثنا هذا العالم المتعدد الأقطاب, بمفهوم العالمية هو ثقل المركز الجيواقتصادي و الجيوسياسي و الجيواستراتيجي من الغرب الى الشرق, يعني تحويل الوجهة من المحيط الاطلسي الى المحيط الهادي, حيث ان الصراعات القائمة في محور افريقيا – أوراسيا بين القوة الجيوسياسية العالمية, اي أن الهيكل الدولي متعدد القوة الفاعلة مما تعطي توازن و ديناميكية مكتسبة وأهمية أكبر لمصادر و طرق الطاقة. في الواقع : اضطررت لقبول زبغنيو بريجينسكي الذي ذكر في كتابه تحت اسم " الرؤية الاستراتيجية : أزمة القوة العالمية و أمريكا " وهو أن مركز القوة الجيوسياسية و الاستراتيجية مال الى الشرق ( الى أوراسيا ). ففي 10 شباط 2007 قال فلاديمير بوتين في مؤتمر 34 ميونخ للسياسات الأمنية بأنه ليس أي بلد "الحكم و الموجه الوحيد في العالم " وانتقد جهود العمل وهذه فقط ليست من أجل الجميع, وقال من أجل القوة الحاكمة في نفس الوقت يمكن ان تؤدي الى أضرار.
ان تغييرات المعالم تكون بسرعة في عالم متعدد الأقطاب, تظهر ردود أفعال متناسقة والعمل على تعزيز الموقف المواجه لتركيا , وبالحقيقة فان رد تركيا وفي المعنى العملياتي هي على بينة من القوة الايجابية, ان النموذج القديم الذي يسعى الى التحكم في العالم من خلال الأصول القديمة, فهي لا تقبل بالوضع الجديد ولاتريد الاعتياد عليه. ان تركيا مقابل كل هذه المواقف الدولية والتناسب مع فهم الحكم في القرن21 ومن اجل ان تكون في المقدمة في السياسة الخارجية فهي في تواصل على تطوير واستخدام جميع انواع الأدوات و بقرار لتفتح الطريق أمامها. في هذه المرحلة من النظام العالمي وعي مهم في التحول الى النظام التعددي, ان مجلس الاستخبارات الوطنية للولايات المتحدة الامريكية قدمت تقريرها بعنوان " الاتجاهات العالمية 2025: عالم متغير ", حسب القرير بحلول عام 2025, عند اتجاه محور القوة من الغرب الى الشرق سيكون هناك نفوذ مهم في النظام العالمي للجهات الفاعلة من غير الدول, مع وحدة الدول التي يترتفع يسكون لها مساهمة في تعددية النظام.
عندما تأتي كل هذه الحجج معا الى أحمد داؤود أوغلو " العثماني الجديد " ولـ هاكان فيدان " الايراني " ويتم اعطاء هذا التصور لادارة عمليات البلدان المتقدمة في المنطقة أو للغرب. لأن الصهيونية و التبشيريين و المحافظين الجدد في ضد هذه الأنواع من الهجمات من وسائل الاعلام الغير متماثلة قبل طرف العامة وقبل أخذ الدعم و التقدير من غير المتوقع امكانية الفشل.
داخل البلد و أيضا خارجه هناك أطراف تريد ان يظل الحال مثلما كان سابقا أي السياسة التركية تكون داخل النظام وان تبقي في مقدمة الملقط وجعله في موقف غير جيد وتلقينه السلام و الأمن باستمرار, وليس لدينا أي شك في أنها ستستمر الترويج للضرر. ان جهاز الاستخبارات بقيادة هاكان فيدان ومن خلال فعالياته " خارج النظام " كانت سببا في عزل تركيا. حتى يمكن ان يُدخل تركيا بين الدول الداعمة للارهاب...." ( امره اوصلو, صحيفة طرف , 24/10/2013 ) فنصيحتي لـ امره اوصلو ولمثله: بأن النموذج الفكري الذي تدافعون عنه هو أفلس من زمن بعيد ومن أجل الملاحظة اقرأوا مرة ثانية ما كتبه و قام به وقاله فيدان من وكالة التنسيق والتعاون التركية الى يومنا هذا. أليس الافضل اعادة قراءة العالم من جديد والعمل على فهما.
( نشر في يني شفق 4 تشرين الثاني 2013 )